رئيس التحرير
عصام كامل

هدى عبد الناصر تتذكر: هذا أبي.. جمال عبد الناصر

هدي عبد الناصر
هدي عبد الناصر

في حوار لها نشرته مجلة آخر ساعة تحكى الدكتورة هدى عبد الناصر كريمة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ذكرياتها عن الزعيم تقول فيه:

"بعدد الأيام والسنين عاش عبد الناصر52 سنة بدأها في 15 يناير 1918.. وكانت نهايتها في 28 سبتمبر1970.. وبين التاريخين صنع جمال عبد الناصر الثورة عام 1952، وبنى مجد أمة وأقدم على تغيير المجتمع في ظروف صعبة، استطاع عبد الناصر أن يفجر مع قيام الثورة أحلام المصريين في إنجاز مشروع وطنى طموح وفى إنجاز بناء اجتماعى وثقافى جديد وبناء صناعة وطنية وإنهاء احتلال وتأميم القناة وإتاحة التعليم لكل فئات الشعب وتحسين صحة المواطن وبناء السد العالى وتحرير الإرادة الوطنية.

إن الثورة المصرية التي قادها عبد الناصر لم تكن تغييرا في نظام الحكم بقدر ما هى تغيير في روح الحكم.. فلا يكفى أن نغير ملكا برئيس الجمهورية إنما الذي حدث هو عودة الروح لهذا الشعب وهى الروح التي صنعت كل ما حدث من تغييرات وتبديلات في الحياة المصرية وفى الفكر المصرى.

في بيته كان إنسانا بسيطا بكل معانى الكلمة.. علمنى كل شيء بداية من قيادة السيارة ولعب الدومينو وحتى الحياة، إنه بالنسبة لى إنسان من نوع خاص لكنه كسائر الآباء حنون، عائلى بالدرجة الأولى، جعل طفولتنا سعيدة، داخل بيت منشية البكرى عشنا أسرة مصرية بسيطة رغم ما قد يغلفها من المظاهر غير العادية.

في حالة الفرح والنصر كان البيت يمتلئ بالسعادة وكان حديث المائدة على الغداء لا يخلو من الحكى، عايشنا أيضا لحظات القلق الممزوج بالفرح مثال ذلك شغلت حرب الاستنزاف جانبا كبيرا من مشاعرنا وأول دورية عبرت القناة كانت لها فرحة كبيرة ثم رأس العش ثم غرق المدمرة إيلات.

كان صعيديا شديد الحرص على تربيتنا لنكون كسائر أفراد الشعب فأدخلنا المدارس الحكومية ودرست بمدرسة دار السلام الابتدائية ثم سراى القبة الإعدادية ثم القومية الثانوية، كان رجلا ثوريا هادئ الطباع، صوته خافت داخل المنزل ولا ينهرنا أبدا.. كان عقابه هو النظر إلينا بعينه فقط.. هواياته متعددة لكن كان التصوير السينمائى والفوتوغرافى هما هوايته المفضلة وكان يعشق القراءة خاصة مجلة "الناشيونال جيو جرافيك" ولايف ولوك والمصور والهلال والأهرام.
الجريدة الرسمية