رئيس التحرير
عصام كامل

«السودان» ينتفض ضد «البشير».. مقتل 27 شخصًا في احتجاجات الخرطوم.. خفض الدعم على الوقود شرارة الثورة.. إغلاق المدارس حتي 30 سبتمبر.. رويترز: جوبا حرمت الخرطوم من ثلثي إنتاج الطاقة

الاحتجاجات في السودان
الاحتجاجات في السودان - صورة أرشيفية

تتواصل الاحتجاجات في السودان على سياسات حكومة الرئيس عمر البشير؛ حيث قتل ما لايقل عن 27 شخصًا في احتجاجات الخرطوم التي اندلعت بسبب خفض دعم الوقود.

وقالت وكالة رويترز إن الاحتجاجات التي تشهدها الخرطوم تعد أسوأ اضطرابات تمر بها العاصمة السودانية منذ سنوات، حيث أشعل آلاف المحتجين النيران في السيارات ومحطات الوقود في مناطق وسط العاصمة أمس الأربعاء وتصاعدت أعمدة النيران الكثيفة والدخان الأسود في الهواء.

وأشارت الصحيفة إلى أن البشير على الرغم من مذكرة الاعتقال الدولية التي صدرت ضده من قبل المحكمة الجنائية وثورات الربيع العربي في كل من مصر وتونس إلا أنه لم يلتفت لغضب شعبه من تضخم الفساد.

وقال مسئول في الأمم المتحدة إن البشير الذي تولى السلطة في انقلاب عام 1989، لن يحضر إلى نيويورك لعقد اجتماع للجمعية العامة على الرغم أن البشير أعلن أنه يعتزم حضور الاجتماع وحجز في الفندق.

وأكد أقارب ومسعفون أن ستة أشخاص على الأقل قتلوا في احتجاجات أمس، ولكن مصدًار طبيًا في مستشفى حي أم درمان بالخرطوم، طالب عدم الكشف عن اسمه قال: "كان هناك 27 شخصًا قتلوا في الاحتجاجات وأجسادهم توجد في مستشفى أم درمان ".

وعانت البلاد العربية الأفريقية من حركات التمرد المسلح في المناطق المهمشة الفقيرة على مدى عقود، ولكن المناطق الوسطى الغنية على طول نهر النيل بما في ذلك الخرطوم عادة ما تكون معزولة نسبيًا من الاضطرابات.

وأندلعت احتجاجات مماثلة في يونيو من العام الماضي بعد أن قطع بعض الدعم على الوقود، لكنها تراجعت بعد حملة أمنية، ولقد بدأت جولة الاضطرابات منذ يوم الإثنين بعد أن أعلنت الحكومة مجموعة إجراء تخفيضات لدعم الوقود.

ولفتت الوكالة إلى تقسيم السوادن وانفصال جنوب السودان عام 2011 وهي المنطقة المنتجة للنفط، وتأذي الاقتصاد السوداني منذ ذلك الوقت حيث حرم السودان من ثلاثة أرباع إنتاج النفط الخام وتم الاعتماد على إيرادات الدولة والعملات الأجنبية التي تستخدم لاستيراد المواد الغذائية.

وأعلن البشير يوم الأحد الماضي أن الدعم يمثل خطرًا كبيرًا على الاقتصاد السوداني بأكمله، وأعلنت الحكومة أنها ستغلق المدارس حتى 30 سبتمبر بسبب الاحتجاجات المناهضة لقرار البشير.

ولم تعلق السلطات على انقطاع الإنترنت، الذي استمر حتى اليوم الخميس، وقال مسئول الاتصالات بالقطاع الخاص إن الحكومة قطعت الإنترنت دون استشارة شركات الاتصالات.

وأضافت الوكالة أن الاضطرابات اندلعت يوم الإثنين ولم يسبق مثل هذا الأمر من قبل حيث هاجم مثيرو الشغب محطات الكهرباء والوقود ونهبوا البنوك والمتاجر.

ونوهت الوكالة عن تواجد البشير في السلطة ما يقرب من 25 عامًا على الرغم من التمرد المسلح والعقوبات الاقتصادية الأمريكية والأزمة الاقتصادية للبلاد ومحاولة الانقلاب في العام الماضي ومذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية ضد البشير.

ودعت واشنطن البشير لمواجهة العدالة الدولية على إراقة الدماء في الصراع الذي نشب في منطقة دارفور بغرب السودان.

الجريدة الرسمية