رئيس التحرير
عصام كامل

انسوا المصالحة الآن!


حسنًا فعلت الإدارة المصرية عندما رفضت عرضًا أوربيًا جديدًا لاستئناف الوساطة مع الإخوان للتوصل إلى مصالحة سياسية معهم.. فلا الوقت يسمح ولا الظروف الحالية مناسبة الآن لمثل هذه المصالحة ولا الإخوان أنفسهم يرغبون في مثل هذه المصالحة.


فما زال الإخوان ينكرون الواقع الجديد الذي لم يعودوا فيه يحكمون البلاد ويتحكمون في أهلها.. وهم يصرون على استعادة هذا الحكم مجددًا بالقوة ويراهنون في ذلك على تدخل أجنبى وتحديدًا أمريكى!

وحتى القليلون منهم الذين أفاقوا من صدمة فقد الحكم، وصاروا مقتنعين باستحالة استعادتهم هذا الحكم، فإنهم ما زالوا راغبين في الانتقام لأننا ثرنا عليهم، ويسعون لعقابنا، بإثارة الفوضى والاضطراب فى المجتمع وشل الحياة في البلاد، من خلال تعطيل المرور ووسائل المواصلات والاعتداءات العشوائية، وإرباك العمل في المصالح الحكومية والمدارس والجامعات..

وهكذا التصالح ليس مطروحًا على أجندة هؤلاء.. ولا هم يفكرون فيه ولا يسعون إليه، فكيف سوف نتصالح معهم.. أما الدول والحكومات الغربية التي ما زالت تنصحنا بالمصالحة السياسية مع الإخوان.. فإنه ليس في مقدورها ما هو أكثر من النصيحة.. حتى ولو كانت ممزوجة بممارسة الضغوط علينا نحن..

وهى ليست مستعدة لأن تمضى أكثر من ذلك.. أي لا يمكن أن تفكر في أن تفرض علينا بالقوة هذه النصيحة كما يرغب الإخوان ويلحون.. ووفق ذلك فإن هذه الدول خاصة الولايات المتحدة لا تستخدم نفوذها الكبير لدى الإخوان في إقناعهم بالقبول بالمصالحة!

فلماذا إذن المصالحة، وعلام ستكون هذه المصالحة؟!
كيف سنتصالح مع أناس لا يرغبون في هذه المصالحة ويريدون الانتقام منا ومارسوا وما زالوا يمارسون العنف ضدنا حتى الآن؟!
أو كيف سنتصالح مع من يريدون إعادة عقارب الساعة إلى الخلف وإلغاء ثورتنا وفرض حكمهم علينا مجددًا ولو كان ذلك بمساعدة أجنبية عسكرية.. بل وعتابنا على أننا تجاسرنا وثرنا ضدهم؟!
يا دعاة المصالحة انسوا هذه المصالحة الآن.. لأنه لا جدوى من هذه الدعوة.. والمستهدفون بها يرفضونها.

ويا من أنتم مسئولون عن إدارة المرحلة الانتقالية امضوا في طريقكم لبناء دولتنا الديمقراطية العصرية.. ومن يريد أن يلتحق بالركب أهلًا وسهلًا ومن سيتخلف لا يلوم سوى نفسه.. لأنه بذلك يقصى بيده نفسه.. أما سماسرة المصالحة في الخارج فإنهم سيتعاملون مع الواقع الجديد وإن لم يرق لهم.
abdelkadershohaib@gmail.com
الجريدة الرسمية