رئيس التحرير
عصام كامل

فهمى لـ الأسوشيتدبرس: علاقة مصر بأمريكا اتسمت بعدم الاستقرار.. خطاب أوباما اعتراف بثورة 30 يونيو.. حظر الإخوان جاء بقرار قضائى.. أمن مصر القومى يستند على المصالح وليس الأيدلوجية.. شرعية الأسد تآكلت

وزير الخارجية نبيل
وزير الخارجية نبيل فهمي

أجرت وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية، مقابلة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، وناقش فيها علاقة مصر مع الولايات المتحدة وعدد من القضايا الإقليمية من بينها الأزمة السورية والملف النووي الإيراني والقضية الفلسطينية.


ورأي فهمي أن علاقة مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية اتسمت بعدم الاستقرار، في الوقت التي تعاني منه البلاد لإعادة تعريف مصالحها الوطنية مع بلدان أخرى والمواجهة وجها لوجه.

وقال فهمي لوكالة الأسوشيتدبرس، أثناء تواجده في نيويورك لحضور الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الأمم المتحدة "إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت الحليف المقرب لمصر في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي أطيح به في ثورة عام 2011 وكانت أمريكا تسعي للحفاظ على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وضد صعود الأصولية الإسلامية في الشرق الأوسط، وكانت العلاقات أقل دافئا مع جماعة الإخوان وعندما ارتفعوا إلى السلطة في مصر تغير الأمر، ولكن أطيح بالرئيس المعزول محمد مرسي في يوليو الماضي لفشله في تشكيل حكومة شاملة".

وأكد فهمي أن المصريين قاموا بثورتين وهم الآن يحاولون تحديد الهوية الخاصة بهم ونتطلع إلى الخارج ونحاول تحديد من هم أصدقاؤنا.

وأوضحت الوكالة أن فهمي وزير الخارجية المصري، دبلوماسي مخضرم عمل سفيرا في واشنطن لمدة تسع سنوات، وهو الآن جزء من الحكومة التي عينت من قبل الرئيس المؤقت الذي تم تعيينه من قبل الجيش بعد الإطاحة بمرسي.

وطالب فهمي الولايات المتحدة بالتكيف مع الواقع الجديد الذي أنشأته ثورات الربيع العربي التي اجتاحت تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين، وأن تتعامل أمريكا مع العالم العربي ليس مثلما كانت تتعامل من قبل مع حكومات وليس مع الناس.

وأشاد فهمي بخطاب الرئيس باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، قائلا إن اعترافه بأن مرسي لم يحكم بطريقة شاملة خطوة إيجابية، وهذا تفسير صحيح لما فعله الشعب المصري عندما خرجوا يوم 30 يونيو ضد مرسي لمحاولته هو وجماعته ليكونوا هم أصحاب المصلحة والجهات الفاعلة الوحيدة في تأسيس مستقبل مصر لشعورهم بأنهم كانوا مستبعدين.

وأضاف فهمي أن مرسي أطيح به من السلطة لفشله في الارتقاء وتنفيذ وعوده بتشكيل حكومة شاملة تمثل كل الأطياف السياسية من نساء وأقليات دينية، ولكن الجماعة استمرت في احتكار السلطة بعد هيمنتها على الانتخابات.

وأوضح فهمي أن لا أحد له السلطة أن يأمر بخروج مرسي، كما أن حظر الجماعة جاء بقرار قضائي ونحن ملزمون بتنفيذ ذلك.

وأشار فهمي إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قال الأسبوع الماضي إن المصريين لم توجه لهم تهم بارتكاب جرائم مباشرة من قبل الجيش ولكنهم خضعوا للقانون المدني، موضحا أن جمعيات حقوق الإنسان تسعي منذ فترة لإنهاء حالة الطوارئ التي أخضعت الناس للقوة الوحشية وكان الغضب شديدا من الشرطة لاستخدام القوة الوحشية ضد المدنيين وكانت سببا في ثورة يناير 2011.

ورأي فهمي أن أمن مصر القومي يستند على مصالحنا وليس على الأيدلوجية، موضحا تحول النهج المصري تجاه الحرب السورية بعد الإطاحة بمرسي.

حيث دعت حكومة مرسي صراحة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لأنه أعتقد أن الأسد فقد الشرعية لكي يكون رئيسا للبلاد، ولكن فهمي لم يدع لتنحي الأسد لأنه يري أن شرعية الأسد تآكلت، ونحن الآن بحاجة لبناء سوريا جديدة من حيث الشكل والمضمون.

وشدد فهمي في حديثه على أن مصر تسعي لعلاقات مفتوحة مع جميع الدول حتي مع إيران التي لم يكن لنا معها علاقات دبلوماسية منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وقال فهمي: "لا يمكن أن أتخيل كيف يمكن أن يعقل لصانع السياسة الإيرانية أو المصرية تجاهل الجانب الآخر إلى الآن، محذرا من أن هناك قضايا تحتاج لحل وننسي جميعا ما حدث في الماضي".
الجريدة الرسمية