رئيس التحرير
عصام كامل

عذراً صديقي البهائي


تستطيع الآن وبملء العقل والفم وأنت تستمع إلى قناة "صوت الشعب" وتشاهد جلسات لجنة الخمسين لتعديل الدستور، أن تعرف ممثلي المؤسسات والتيارات الدينية من غيرهم، فإذا وجدت تشددا في أمر حرية العقيدة وربط حقوق الفرد بما يعتقده وبما يؤمن به وليس بانتمائه لهذا الوطن.. وإذا وجدت تقليلاً وإقصاءً للمختلف في العقيدة فاعلم أنه -وللأسف- ممثلاً لمؤسسة دينية إسلامية أو مسيحية أو لحزب النور.. أما إذا وجدت من يتحدث عن أن حرية العقيدة التي كفلتها الأديان وحق الجميع في ممارسة شعائره وما يعتقده، أو وجدت من يتحدث بخطاب تصالحي مع الجميع يقوم على المواطنة هي المعيار الأوحد التي تخرج منها الحقوق بصرف النظر عن دينه فاعلم أنه يمثل تيارا مدنيا أو علمانيا. 


أقول هذا في أعقاب فاصل من "العك" غير المتوقع علي الإطلاق من شخصيات حُسبت علي الأقباط، مطالبة قصر حرية العبادة على "المسيحيين واليهود" ومزايدة علي موقف الأزهر والتأكيد علي حق العقيدة لأصحاب الديانات السماوية فقط -بالرغم من أنها عبارة لا تتفق مع الإيمان المسيحي- ونسوا أو تناسوا أن المبادئ لا تتجزأ..  والقبطي الذي يرفض أن يمارس البهائي عبادته، لا يستحق أن يشكو حينما يحرق له متطرف كنيسته.

ولأننا نرتبط بصداقات مع شخصيات عامة مصرية بهائية الديانة نحترمها مثل الدكتور رؤوف هندي والأستاذة الدكتورة بسمة موسي ونعلم وطنيتهم وإخلاصهم لهذا البلد فلا نملك في ظل هذه التصريحات الأخيرة إلا أن نعتذر لهم هم وكل بهائي في مصر .

عذراً صديقي البهائي .. فهذه التصريحات لا تمت للمسيحية بصلة، فالحرية منحة من الله للجميع وليس من حق أحد أن يمنحها أو يمنعها عنك.. الله يقول في سفر التثنية الإصحاح الثلاثون " قد جعلت قدامك الحياة والخير، والموت والشر" أي أن الله أعطى البشر الاختيار بكامل حريتهم.

عذراً صديقي البهائي .. فتلك التصريحات وإن خرجت من رجال بالكنيسة إلا أنها لا تعبر عن رأي القيادة الكنسية متمثلة في رأي قداسة البابا تواضروس الثاني الذي ينتمي لمدرسة إنسانية وطنية معتدلة والذي طالب من قبل بحرية العقيدة للجميع وتعديل النص ليكون "ولغير المسلمين" بدلاً من "المسيحيين واليهود".

عذراً صديقي البهائي .. فتلك التصريحات وإن خرجت من شخصيات قبطية إلا أنها لا تعبر عن الأقباط علي الإطلاق وتستطيع أن ترصد الرفض القبطي العارم علي مواقع التواصل الاجتماعي انتهاءً بوقفة يتم الإعداد لها في الكاتدرائية رفضاً لتصريحات أحد الأساقفة بشأن قصر حرية العقيدة علي "الإسلام والمسيحية واليهودية".. وليس معروف عن الأقباط احتجاجهم بهذا الشكل ضد قياداتهم الكنسية إلا أنه يبدو أن إيمانهم بحرية العقيدة والدولة المدنية غلبت عاطفتهم تجاه قيادات دينية.

عذراً صديقي البهائي .. ولا تلتفت إلي مسميات أو ملابس تعبر عن توجه ديني، وكقبطي يريد دولة مدنية يمثلني مجدي يعقوب وخالد يوسف وسيد حجاب وليس أي رجل دين قبطي بلجنة الدستور الحالية.

عذراً صديقي البهائي .. فحرية العقيدة هي أبسط حقوقك وأؤكد لك أني لن أصوت بـ "نعم" علي دستور لا يضمن حقوقك وحريتك حتي وإن صان لي حقوقي كاملة.. أعدك بذلك .
الجريدة الرسمية