أفكار للفشل

هناك قناعة كاملة لدى الجميع باستثناء أنصار الجماعة والأهل والعشيرة أن الإخوان لم يقدموا لمصر سوي الفشل سواء كانوا داخل الحكم أو خارجه.. وأنهم يجيدون صناعة الفشل  باقتدار وهذا حادث منذ بداية تأسيس الجماعة وحتى الآن وأنهم يمتلكون موهبة فذة فى إشاعة الفوضي والكراهية والإحباط والعنف والانقسام والخوف والدماء والنار، وأنهم لم يضبطوا مرة واحدة متلبسين فى طرح فكرة جديدة انعكست على المجتمع  المصري بالخير وعادت على أهله بفائدة من أى نوع،  وأنهم مع كل أزمة واجهتهم وفى كل صدام مع السلطة على مدي تاريخهم الطويل كانت كلمات القتل والوعيد والويل والشر للجميع تسبق كلمات التسامح والود والحب والخير،  وكان البحث فى قاموس العنف يسبق تصفح صفحات المصالحة،  فصناعة العنف هى الصناعة الوحيدة التى يجيدها الإخوان ويمتلكون القدرة على تنفيذها فى كل مكان والتجارب أثبتت أنهم أصحاب شهادة الأيزو فى مشروع الفشل القومي.

نحن لا نتجنى على الإخوان أو نصنفهم بما ليس فيهم فعندما نرصد الأفكار التى طرحها الإخوان خلال العام الذي تصدروا فيه سدة الحكم سنجد أنها كانت من عينة مغالبة لا مشاركة ومحاولة إدخال القضاء بيت الطاعة من خلال حصار المحكمة الدستورية العليا وإرهاب القضاة وسبهم على الملأ والتشكيك فى ضمائرهم واتهامهم بالفساد والدعوة لقتال المعارضين وإقصائهم فى حضور رئيس الجمهورية وكأننا فى العصور الوسطي!

أيضا الحلم بعودة الرئيس المعرزول محمد مرسي وترويج هذا الوهم للأهل والعشيرة، والجميع يعرف أن هذا خارج نطاق تفكير البشر الأسوياء مما يؤكد أنهم يعيشون فى الخيال وخداع الشعب المصري بما يسمى مشروع النهضة وأن المصريين يشربون لبنا وعسلا على يديهم..

هذه عينة متواضعة من الأفكار التى قدمها الإخوان خلال عام واحد من حكمهم مما يؤكد أنهم لا يمتلكون أى مشروع للمستقبل وإنما يجيدون العودة للخلف باقتدار، أما إذا تحدثنا عن الأفكار التى طرحها الإخوان بعد رحيلهم عن الحكم سنجد أنهم لم يراجعوا أنفسهم  ويعلنوا الندم على أخطائهم القاتلة في الحكم التى كبدت المصريين الكثير من الدماء والانقسام والتراجع الاقتصادي والتفكير في فتح صفحة جديدة مع المجتمع المصري، وإنما ظلوا على عنادهم والإصرار على تمسكهم بقاموس العنف وطرح أفكار شريرة مثل تعطيل الدراسة وشل حركة المرور والفسحة داخل قطارات مترو الأنفاق على مدار اليوم لإصابة البلد بشلل كامل والامتناع عن دفع فواتير الكهرباء تحت شعار مش دافعين.. هذه الأفكار التى يجيدها الإخوان، أما أفكار البناء والمستقبل فهم في خصام معها والتاريخ يشهد بهذا.