رئيس التحرير
عصام كامل

جهاد النكاح وكرامة الإنسانية‏


أثار سفر القاصرات إلى سوريا بعد فتاوى ضالة بجهاد النكاح، والذى أفتى بمشاركة القاصرات فى الترويح عما يسمونهم المجاهدين فى سوريا والتى تناوب فيها 100 فرد على قاصرات ليرجعوا إلى بلادهم وهم يحملون حملا لا يعرف نسبه وإصابتهم بمرض الإيدز هم والأجنة.


إننى يتملكنى أقصى درجات الأسى على شرف بناتنا اللاتى يزج بهن إلى استحلال كرامتهن بفتوى فاسدة حتى أرجعوا المرأة إلى عصور الضلال ومخاطبتها على أنها لا تعدوا إلا جسدا ليس له روح أو قدسية أو كرامة أو شرف .

كيف يمكن لمن ينتمون إلى أى دين أن يحللوا هذا الحرام، فظاهره عندهم جهاد ومن باطنه فجور وغريزة حيوانية .

لعل مفهوم الجهاد فى زماننا قد تلطخ بفكرهم، فبدلا من أن يكون الجهاد جهاد النفس ضد الشهوات وعن الشرور والكره فيما بين الناس، أطلقوا الجهاد على القتل واستحلال الدماء والأرواح والشرف.

ماذا يحدث فى عقولهم أهو جهل أم فقر جعل هناك فتوى تبيح بيع شرفنا حتى أصبح كل شيء لديهم له ثمنه وسعر بيعه أم أنه غيبت عقولهم عن التفكير حتى فيما يمس كرامتنا ؟

هل من الإنسانية أن تتحول المرأة لدينا إلى اسم يوضع فى جدول يتناوب عليه الأفراد اعتداءً فيما يسمونه جهادا فى سبيل الله ؟

سكتنا على جهادهم الذى يقتلوننا فيه، ولكن لن نصبر على استهداف شرفنا الذين استحلوه دون وجه حق والذى هو شرفنا وكرامتهم من كرامتنا ولن نسمح لفكرهم الضال أن ينتشر بعد أن وصل فكر الغاب إلينا من قبل وقفنا دون أن نتصدى لهم .

أشفق عليهن وكنت أتمنى إلا يجيء اليوم الذى أرى فيه استضعاف الإنسان بهذه الدرجة والنيل من الكرامة والإساءة إلينا بهذه الصورة.

لم أكن أتصور أن يتحول الإنسان إلى وحش كاسر لا تحركه إلا الغرائز والشهوات من أجل ما يسمونه جهاد فى سبيل الله إلا أن الحقيقة أن هذا هو الجهاد فى سبيل الشيطان ولن يكن الله يوما أن يأمر بقتل نفس أو استحلال دماء أو روح أو شرف .

فلنرحم بناتنا الذين أوصانا الله ورسوله الكريم عليهن بالرحمة لا بالنيل من كرامتهن ولا ننسى أنهن أمانة فى أعناقنا لا يمكن التفريط فيها إلى أن يأتينا اليقين .
الجريدة الرسمية