رئيس التحرير
عصام كامل

الفاينانشال تايمز: قطر أزعجت جيرانها بدعمها الإخوان في مصر... أنفقت 3 مليارات دولار لدعم المعارضة ضد الأسد... الدوحة تسعى للاعتراف بسياستها عالميا ولكنها تفتقد عمق المكانة

جانب من الحروب فى
جانب من الحروب فى سوريا - صورة أرشيفية

قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن قطر تتبنى سياسة خارجية توافقية في إطار برنامج الأمير الجديد بعد أن أزعجت الدولة الغنية بالغاز جيرانها بدعمها المثير للجدل للرئيس المصري المعزول محمد مرسي ودعمها للمتمردين في سوريا ضد نظام بشار الأسد. 


ورأت الصحيفة أن السياسة القطرية السابقة كانت تسعى للاعتراف بها عالميا وأنفقت 3 مليارات دولار على مدى عامين لدعم المعارضة في سوريا وكانت أكبر مانح لها، ولكن دعمها للجماعات الإسلامية في العالم العربي بما في ذلك جماعة الإخوان في مصر جعلها في خلاف مع جيرانها.

وأكد محللون أن قطر أصبحت في وضع متنافر بعد الإطاحة بمرسي من قبل الجيش لكن عندما تنازل الشيخ حمد آل ثاني لابنه الأمير تميم أعاد النظر في دور قطر تجاه السياسة الإقليمية.

وأضافت الصحيفة أن دعم الدوحة لجماعة الإخوان جاء بنتائج عكسية بعد الإطاحة بمرسي وتم تسليط الضوء على شكل العلاقة المتوترة بين النظام الجديد في مصر وقطر في وقت سابق من هذا الشهر عندما أعادت القاهرة 2 مليار دولار لقطر بعد فشل المفاوضات لتحويلها لسندات لمدة ثلاث سنوات.

وأصبحت العلاقات متوترة بشكل كبير بين مصر وقطر خاصة بعد رحلة خالد عطية وزير الخارجية في شهر أغسطس عندما حاول التوسط بين الإخوان والجيش ولم يتلق توسطه ما أمل فيه.

وكانت السعودية والإمارات من أنصار الإطاحة بمرسي وكانت علاقتهما متوترة منذ فترة طويلة مع الدوحة للاشتباه بوجود روابط لها مع جماعة الإخوان وتمويلها لشبكة الجزيرة الفضائية التي ينظر إليها على أنها موالية للإخوان.

وأضافت الصحيفة أن هناك حالة انعدام ثقة بين قطر والسعودية وأصبح ذلك الأمر واضحا للغاية عندما هاجم بندر بن سلطان آل سعود، رئيس جهاز الأمن الداخلي للممكلة السعودية، قطر، وهو ويقود السياسة السعودية ووصف الدولة بأنها ما هي إلا سوى 300 شخص ومحطة تليفزيون.

ولفتت الصحيفة إلى جدال مسئولين قطريين بأن تأييدهم لجماعة الإخوان كان وسيلة لاستيعاب صعود الإسلاميين في المنطقة.

وقال محللون ودبلوماسيون إن التهوين من فكرة أن قطر سوف تنحسر في سياسة انعزالية تحت قيادة الأمير الجديد خاصة فيما يتعلق بسوريا سيتبع نهجا أكثر توافقا في إطار الأهداف الخليجية المشتركة وستواصل القيادة الجديدة نفس سياستها لكن بانخراط أكثر نضجًا.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى ترتيب الشيخ تميم حقائبه الخارجية قبل توليه العرش وقام بتنظيم إمدادات الأسلحة للحلفاء المعارضين في سوريا، وأن هناك تغييرا في الأسلوب لكن ليس في الجوهر، وظهر وزير خارجية قطر واقفا كتفه إلى جوار كتف نظيره الأمريكي جون كيري في هذا الشهر عندما حاول كيري استمالة الرأي العام لعمل عسكري ضد نظام الأسد، ولكن قطر تفتقر إلى العمق مقارنة بالمملكة العربية السعودية ولكن هناك وحدة للهدف والجهد لدول الخليج.
الجريدة الرسمية