القس بولس عويضة - راعي كنيسة الزهراء- في حوار لـ "فيتو": إلغاء الأحزاب الدينية أفضل إنجاز يمكن أن تحققه لجنة الخمسين
- المادة المفسرة للشريعة "خروج من سعة الدين إلى ضيق المذهب"
- مجلس الشورى إهدار للوقت والمال.. وإلغاؤه منفعة
- الأزهر حمى الإسلام منذ نشأته.. وإلغاء نص مرجعية كبار العلماء شأن إسلامى
- المادة 219 غير دستورية.. وأؤيد إلغاءها لإساءتها للدولة الإسلامية
- أؤيد إلغاء المادة 23 الخاصة بربط الأجر بالإنتاج
- الأحزاب الدينية في مصر مشخصنة وتعمل من أجل مصلحتها
أكد القس بولس عويضة أستاذ القانون الكنسى وراعى كنيسة الزهراء، على ضرورة تضمين الدستور مادة تلغى تأسيس أحزاب على أساس دينى لأنها سوف تمنع تجارة الدين.
لافتا في حوار لـــ "فيتو" إلى أن الأزهر يقوم على هذا الأمر للمسلمين والكنيسة تقوم بهذا الأمر للأقباط، وأكد على ضرورة وجود نص في الدستور يعطى حق التكافل الاجتماعى من الدولة للشعب وشدد على أن الكهنوت في الكنيسة مقدس ولايتدخل في أي أمور سياسية خارج الكنيسة، وأن من يتحدث على الكهنوت هم فصيل معين أراد أن يستقطب الناس حوله إبان النظام الأسبق... والحوار التالى به المزيد....
- بداية.. هل تؤيد نصا دستوريا بإلغاء إنشاء أحزاب على أساس دينى بالرغم من وجود أحزاب دينية في العالم؟
هذا أفضل اقتراح تضمنه الدستور القادم لأن الدين لايصلح أن يكون تجارة تتخذه الأحزاب، التي تؤسس على أساس دينى، خاصة أن الأحزاب التي تقام على أساس دينى تستقطب بأساليبها البسطاء الذين يصدقون أنها تحمل لواء الشريعة والدين بالرغم من وجود الأزهر الشريف الذي حمى الإسلام في مصر لأكثر من ألف عام، أما عن وجود أحزاب دينية في أوربا وإسرائيل فإن مستوى الأحزاب الدينية التي تتواجد في أوربا وأمريكا وحتى اليمين المتطرف في إسرائيل لايتاجر بالدين، ولايتخذ الدين وسيلة لأن يتاجر بها في سبيل تحقيق مايريده وتلك الأحزاب تمارس دورها كأى حزب آخر في الدولة ولاتتدخل في شئون الدين، لكن الأحزاب الدينية في مصر مشخصنة وتعمل من أجل مصلحتها وتضرب بعرض الحائط المصالح الأخرى، وحتى الأحزاب الدينية في مصر اختزلوا الدين في أشخاصهم ولم يراعوا قامة الأزهر الذي حمى الإسلام منذ نشأته، وعلى النقيض أن يكون الحزب الديني هو الذي يراعى المصلحة العامة ويحافظ على الدين ويحافظ على هيبته ويعلى من شأن الإنسان والأوطان ويعلى قيمة الوطن والمواطنة ويقبل الآخر ولايقصيه، ومن هنا كان إلغاء تأسيس أحزاب دينية مطلبا مصريا.
- كانت مرجعية هيئة كبار علماء الأزهر محل جدل في كثير من الأوساط.. هل تؤيد إلغاء نص المرجعية للهيئة في الدستور القادم؟
هذا شأن إسلامى خاص لكن بالنظر إليه من الأفضلية أن تكون الهيئة مسئولة عن تفسير ما يرد إليها في الأمور الشرعية فقط لأن الجميع يريد تفعيل القانون والدستور لسبب أن الأزهر حامى الدين ويجب أن يبقى حاميا للدين والمحافظ عليه ولايجب أن ينجرف إلى السياسة، لكن مايختص بالأمور الشرعية يمكن للهيئة أن تبت فيها برأيها هذا من جانب، أما الجانب الآخر فإن البعض يقول إن هذا الأمر مماثل للكهنوت في الكنيسة، وللعلم الكهنوت المتواجد في الكنيسة لايتحدث ولايتدخل في الأمور السياسية وإنما يختص بأمور الدين داخل الكنيسة، والكهنوت داخل الكنيسة مقدس، ولايخرج عن الإطار الدينى لكن اللفظ نفسه تعبير مطاطى استخدم في السابق من قبل بعض التيارات المبنية على أساس دينى من أجل إحداث نوع من الاستقطاب للرأى، لكن في النهاية هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف شأن إسلامى خالص يختص به أهل الشأن.
- كان للأقباط رأى آخر في المادة 219 الخاصة بتفسير الشريعة الإسلامية كما وردت بالدستور المعطل.. فهل تؤيد إلغاء المادة؟
نعم أؤيد إلغاءها لأنها غير دستورية وضد الإسلام الوسطى المعتدل الذي عهدناه في الأزهر الشريف وفى علمائه ولاترقى إلى قيم الدين الإسلامي السمح الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهى مادة في ذاتها تسيء للدولة الإسلامية وحتى الدولة المدنية لأنها لاتعبر عن الشريعة الإسلامية ولا تعطى تفسيرا واضحا لها فهى مادة تتنافى مع مطلب مدنية الدولة وانفتاح الروح الدينية لأنها تنص على المذاهب السنية ولا تنص على مذاهب أخرى غيرها في الدستور المصري، وأرى أن هناك خروجا من سعة الدين إلى ضيق المذهب حيث لم ترد إشارة إلى المذاهب الإسلامية الأخرى بل تؤدى إلى الاحتكار بأن تجعل فصيلا معينا هو من يفسر ويشرع ويتحدث باسم الشريعة.
- ما رأيك في المادة العاشرة في الدستور التي تنص على مساواة المرأة بالرجل؟ وما موقفكم منها خاصة أنها تنص على توافق الشريعة الإسلامية عليها؟
لابد من معرفة أن المرأة نصف المجتمع والمرأة شريك الرجل في كافة الأمور الحياتية ولها حقوقها الأساسية وتضمين الدستور مادة تعترف بالمساواة بين الرجل والمرأة اعتراف بهذا الأمر، وبهذه الحقوق لكن في إطار مايضمن تحقيق هذا الأمر بصورة تتماشى مع الشريعة الإسلامية وهذا لايعطى أبدا مفهوما بأن هناك عدم مساواة لأن الشريعة الإسلامية أعطت المرأة حقوقها.
- هل تؤيد المادة 23 في التعديلات الدستورية الخاصة بربط الأجر بالإنتاج ومبدأ التكافل الاجتماعى؟
التكافل حق على الدولة لرعاياها، والشرائع كافة تعطى هذا الحق للشعوب لكن فيما يخص ربط الأجر بالإنتاج فهذا يتنافى بالطبع مع تحقيق العدالة الاجتماعية التي ينشدها المجتمع ويسعى لتحقيقها وأنا أؤيد إلغاءها من الدستور لأنها تهدم تحقيق العدالة الاجتماعية التي من أهم مطالب الشعوب.
- ما رأيك في المادة 60 الخاصة بعمالة الطفل خاصة أن الدستور المعطل أعطى حق العمل للطفل بل وحماها؟
القانون الدولى ووثيقة الأمم المتحدة الخاصة بالأطفال جرما هذه النقطة الخاصة بعمالة الأطفال وعودة المتسربين منهم إلى التعليم من أجل أخذ فرصتهم لكن الدستور السابق الذي احتوى المادة 126 كان يكرس لهدف معين ولذلك لم يراع هذا الأمر بشكل واضح.
- هل تؤيد عمل الانتخاب بالنظام الفردى في الانتخابات؟
النظام المناسب في الوقت الحالى هو النظام الفردى خاصة هذا الوقت لكن بعد استقرار الأمور يمكن العودة إلى الأنظمة الأخرى كنظام القائمة وغيرها.
- هل تؤيد إلغاء مجلس الشورى؟
الحقيقة رؤيتى أنه ليس منه منفعة وهو إهدار للوقت وللمال ولايعطى نتيجة أو يقوم بمهمة، وإلغاؤه منفعة ويمكن أن يقوم بمهامه مجلس الشعب، وعن نسبة الفلاحين والعمال فهم عصب هذا المجتمع ولابد أن يكون لهم رأى في البرلمان المصرى ولايمكن تهميشهم بأى حال من الأحوال.
- هل تؤيد إلغاء مادة العزل السياسي للحزب الوطنى والإخوان من الحياة السياسية التي تضمنها الدستور المعطل؟
أؤيد وبشدة حذف هذه المادة لأنها ضد مبدأ الديمقراطية المصرية التي تنص على إعطاء الفرصة للجميع، لكن من تثبت إدانته عن طريق القضاء هو من يتم عزله ويأخذ القضاء مجراه.