رئيس التحرير
عصام كامل

أيام فى الخارج «الأخيرة»


هل تقبل واشنطن بتولي الفريق السيسي رئاسة مصر؟
هذا هو السؤال الذي حاولت البحث عن إجابة له خلال زيارتي للعاصمة الأمريكية ومناقشاتي ولقاءاتي بها، وذلك في ظل تلك الرغبة الشعبية الجارفة في مصر لأن يكون السيسي رئيسا لها خلال المرحلة القادمة، وهي الرغبة التي عبرت عن نفسها بوضوح في استجابة ملايين المصريين بدعوته للنزول إلى الشارع يوم ٢٦ يوليو.


ولأن الأمريكيين أنفسهم اختلفوا في تقييم ما حدث في مصر يوم الثالث من يوليو، فإن الانطباع الأول الذي يخرج به المرء وهو يبحث عن إجابة لسؤالنا هو أن الأمريكان لن يقبلوا السيسي رئيسا، وأن هذا الأمر سوف يثير مشكلة في العلاقات المصرية الأمريكية.. فهناك في داخل أمريكا بل داخل إدارتها من سيري في مثل هذه الخطوة فرضا للحكم العسكري على مصر باعتبار أن السيسي رجل عسكري.. وهناك آخرون سيخشون أن السيسي الذي رفض الاستجابة للمطالب الأمريكية بعدم التدخل والتحرك لتنفيذ رغبة المصريين بعزل مرسي لن يكون وجوده رئيسا لمصر مريحا لأمريكا، وسوف يتعامل مع طلباتها ورغباتها بذات الطريقة السلبية التي تعامل بها مع هذه الطلبات إبان الفترة التي سبقت يوم ٣٠ يونيو ولحقت به أيضا.

لكن مع ذلك، فإن التعمق فيما يقال أمريكيا يجعلنا نسنتنج أن واشنطن ستقبل في نهاية المطاف بالفريق السيسي رئيسا لمصر، إذا تم ذلك من خلال انتخابات رئاسية نظيفة وشفافة وأجريت تحت رقابة دولية.. فأمريكا كل ما بات يهمها، أو هكذا تبدو، أن يمضي تنفيذ خارطة المستقبل في مصر، أي الاستمرار في إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وقبلها إعداد الدستور..

كما لا يخفي أن البنتاجون ومن بعده وزارة الخارجية في أمريكا كان لها تقييمها الإيجابي لما حدث في مصر يوم ٣ يوليو، فضلا عن أن هناك في واشنطن من يري أن مصر باتت تحتاج لرئيس قوي في الفترة القادمة لتظفر بالاستقرار الذي غيابه يؤثر سلبا على المصالح الأمريكية.
الجريدة الرسمية