رئيس التحرير
عصام كامل

الدلال الزائد


ثمة مشكلة قد تواجه الأم مع طفلها، حين يعتقد أن بإمكانه دائماً الحصول على ما يريد. فحتى أقل الأطفال تدليلاً فى الحى قد يتكون لديهم انطباع بأن هناك معيناً لا ينضب من المال يجرى بين يديه لهذا فإن طفلك يعتقد أن كل ما عليك أن تفعليه هو أن تتوجه الى أقرب صراف آلى لتحصل على ما تريد، ومع توافر إمكانية التسوق عبر الهاتف طوال الأربع والعشرين ساعة طوال أيام الأسبوع دون حاجة إلى استخدام العملة النقدية على الإطلاق . فليس من الصعب تصور كيف أن الأطفال سيجدون أن الإجابة بـ "لا" عندما يرغبون فى شىء، أمر لا يمكنهم تقبله أو استيعابه.


ويكمن حل هذه المشكلة فى أن تجيب بـ"لا"، متى ما شئت ذلك ولكن لا بد من تقديم توضيح فإذا تركت طفلك حائراً فى تخمين سبب رفضك فإنك لن تستطيع معرفة ما إذا كان سيطور لديه فهم علاقة الأسباب بالنتائج، مثل علاقة عملك ساعات طويلة بحصولك على الراتب.
توضح د.روبرتا غولينكوف أستاذ علم النفس التنموى بجامعة ديلاوير بواشنطن، قائلة: عندما تشركين طفلك فى أفكارك فإن ذلك يساعده على معرفة كيف تسير الأمور فى العالم، وهى معرفة لاشك فى أنها ستطمئنه وتريحه، وفى النهاية فإن توافر أدوات الاستعجال الفورى "التقنية" تحت تصرفنا لا يعنى أن علينا أن نستخدمها طوال الوقت وفى كل الأوقات، وسيتعلم طفلك أنه يتمتع بالسلطة والقوة والقدرة وأن عليه فى الوقت نفسه أن يستخدمها بطريقة راشدة.
مهارات ضبط النفس:
ينبغى علينا التفكير فى المستوى غير المسبوق من الأشياء اللحظية التى يتلقاها أطفالنا خلال اليوم الواحد، ألعاب إلكترونية فى متناول يده، وصور رقمية يستطيع أن يلعب فيها دور النجم ويرسلها خلال ثوان إلى أصدقائه، وحتى محادثات الفيديو لم يعد الأطفال بحاجة إلى الانتظار حتى وصول الرسائل المكتوبة.
توضح معلمة النفس التربوية د.جين م.هيلى Jane M Healy مؤلفة كتاب "عقول مهددة" قائلة: هذا الكم الهائل من مثل هذه التجارب قد يؤثر فى مدى انتباه الطفل وقدراته على اتخاذ القرار وحل المشكلات، ففى نحو سن 6 سنوات أو 7 سنوات فإن المناطق ذات الصلة بضبط النفس والقدرة على التخطيط المسبق تبدأ فى التطور والنشوء ، ولكنها عندما تتأثر بتلك التجارب باستمرار فإنها تؤثر فى الطريقة التى يفكر بها الطفل. ولحل هذه المشكلة فعلى الأم أن تتأكد من أن طفلها يحصل على أكبر قدر من التجارب، فقراءة فصل كل ليلة من سلسلة كتب مشوقة أو العمل على حل أحجية تركيب القطع أو الصور المجزأة أو تنفيذ مشروع يدوى مثل حياكة وشاح، كلها طرق نافعة لمواجهة ثقافة "المحصلة الفورية" وبدلاً من إعطاء الطفل جهاز الـ "آى فون" الخاص بأحد الوالدين ليمارس بعض الألعاب فى أثناء جلوسه إلى جانبهم فى السيارة، فمن الأولى الاحتفاظ ببعض كتب الأحجيات وألغاز الكلمات فى السيارة . كما لابد من أن يمارس أيضا ألعاب الألواح مثل الشطرنج.

الجريدة الرسمية