رئيس التحرير
عصام كامل

أيام في الخارج «٦»


ثلاثة إجراءات مصرية لن تهضمها معدة الإدارة الأمريكية وستثير مشاكل في العلاقات المصرية الأمريكية.. هذا ما استنتجته عبر مناقشاتي في العاصمة الأمريكية واشنطن.. الإجراء الأول هو حل جماعة الإخوان والإجراء الثاني صدور أحكام بحبس مرسي وقادة الجماعة، أما الثالث فهو ترشح الفريق عبدالفتاح السيسي لانتخابات الرئاسة في مصر.. فالإدارة الأمريكية سوف ترد في الإجراء الأول والثاني باعتبارهما إقصاء للإخوان عن المشاركة في العملية السياسية حتى ولو تم من خلال أحكام قضائية.. بينما سوف تعتبر الإجراء الثالث وهو ترشح السيسي ابتعادا عن الحكم المدني في مصر وعودة الحكم العسكري لها.


لذلك لن تبلغ الإدارة الأمريكية الحكم المستعجل الذي أصدرته محكمة مصرية أمس بحظر جماعة الإخوان ووضع كل أموالها تحت التحفظ.. ومثلما ارتفعت أصوات المسئولين الأمريكيين طوال الوقت منذ الثالث من يوليو تندد بحبس ومساءلة عدد من قادة الإخوان فإن ذلك سوف يتكرر بالنسبة لاتخاذ الحكومة المصرية إجراءات لتنفيذ حكم حظر جماعة الإخوان.. وستعود واشنطن لاستخدام دبلوماسيتها الخشنة تجاهنا.

ومع ذلك فإننا لا يجب أن نخشى تهديدات المسئولين الأمريكيين وغضبهم ويجب أن نمضي في طريقنا غير عابئين بغضبهم ورفضهم محاسبة قادة الإخوان قانونا أو محاسبة جماعتهم على وجودها غير الشرعي وعملها غير القانوني.. في نهاية المطاف سوف تضطر الإدارة الأمريكية لابتلاع غضبها وتجاوز رفضها لذلك والقبول الأمر الواقع المصري الذي سنرسمه أو نفرضه بأيدينا وإرادتنا نحن. 

هذا أيضا ما استنتجته من خلال مناقشاتي في واشنطن وتحليل مضمون لعينة من التصريحات والمواقف الأمريكية عبر فترة زمنية.. البيت الأبيض والكونجرس والبنتاجون وبقية المؤسسات الأخرى الفاعلة في أمريكا ليس لديها ترف خسارة علاقات تاريخية ممتدة في مصر، ولن تغامر بأن تتحول العلاقات الأمريكية مع مصر لكي تصبح مشابهة للعلاقة الأمريكية مع إيران.
الجريدة الرسمية