رئيس التحرير
عصام كامل

محمد الغيطى.. نموذجا!


ما أقبح أن يسطو على جهدك الآخرون، وينسبوه إلى أنفسهم ويتقاضوا عليه أجرا ثم بعد ذلك كله، يُحدثونك عن "القيم الرفيعة والأخلاق الحميدة"، وربما يزيدون على ذلك بأن يُسفّهوا من صنيعك ويقللوا منه!!

هذه هى أخلاق اللصوص فى كل عصر وحين ولا يشترط أن يكون اللص هو فقط من يسلب الناس أموالهم وأشياءهم، ولكنه من ينتزع جهدهم وتعبهم ويبيعه ويتكسب منه مالا حراما بلا شك!
وتتفشى هذه الظاهرة البغيضة فى سوق الإعلام، صحافة وتليفزيونا، وفى عصر غابت فيه أدنى درجات الالتزام المهنى، فإن كثيرين من أصحاب "الكرافتات الشيك"، بحسب وصف المعلق الرياضى "ميمى الشربينى"، لا يخجلون من "السطو المعنوى المسلح"، على جهد زملاء لهم يبدأون حياتهم المهنية وينسبونه إلى أنفسهم ويتباهون به أمام رؤسائهم وذويهم.
وهذا ما حدث من مقدم البرامج المغمور "محمد الغيطى"، الذى حمل ملحق "الإخوان والأمريكان"، الذى أصدرته "فيتو"، فى عددها الماضى إلى برنامجه المغمور، وأوهم من ساقهم حظهم العثر إلى مشاهدته بأنه أعد لهم وثائق وملفات "خاصة جدا"، عن علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية، وتقمص "هذا الغيطى"، شخصية "الباحث والمؤرخ المدقق"، ناسبا الجهد الذى بذله زملائى فى "فيتو"، إلى نفسه دون أن ينسب الفضل إليهم، والمؤسف أنه كان يتصفح "الملحق"، أمام مشاهديه فى "برود يُحسد عليه"، دون الإشارة إليه وإلى اسم الصحيفة التى ينقل عنها!
حقيقة الأمر، لم أجد مبررا واحدا لصنيع "هذا الغيطى"، أسوقه لزملائى الذين أعدوا الملف وبذلوا فيه جهدا لافتا وجميعهم دون الثلاثين والذين ساءهم ما يفعله رجل يلامس عامه الخمسين ويرى فى نفسه موهبة لا يشق لها غبار ويتقمص شخصية مثالية لا يبدو أنها شخصيته الحقيقية!!
ما فعله "هذا الغيطى"، ليس إلا عنوانا كبيرا لزمن الغش والتدليس والكذب والأوهام، زمن يتصدره "الصغار والجهال واللصوص"، زمن يكره "الصدق والإخلاص والأمانة"، وينفر من أصحابها ويراها "بضاعة راكدة".
ما فعله "هذا الغيطى"، سقطة مهنية وأخلاقية غير مبررة تستوجب اعتذاره لزملائى صحفيا صحفيا كلا باسمه لكن مثله لا يملك "ثقافة الاعتذار".
وأعتقد لو أن إدارة القناة التى يطل منها "هذا الغيطى"، تطبق المعايير المهنية الحقيقية لأوقفت برنامجه ولأجرت معه تحقيقا فى هذه الواقعة، ولو ثبتت إدانته تتطهر منه فورا ليكون عبرة لمن يسلكون مسلكه ويصنعون صنيعه.
ويبقى السؤال:إذا كنت "أيها الغيطى"، تسطو على جهد زملائك الصحفيين لتقديم برنامجك فعلى جهد من تسطو لتأليف مسلسلاتك؟



الجريدة الرسمية