رئيس التحرير
عصام كامل

فى حضرة المحبوب!


أعلم تمام العلم أن شخصى أحقر من أن يمسك قلما، ويكتب به كلمات عن سيد ولد آدم.. أدرك إدراكا تاما أن العبد لله ربما يكون آخر إنسان على وجه الأرض يتحدث عن خير مَنْ يمشى على قدم.. بل أوقن عين اليقين أن خاتم الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم، ليس فى حاجة إلى كلماتى عنه.. فمن أنا لأتحدث عن أعظم رجل فى تاريخ الإنسانية؟!


أعترف لك يا سيدى بأننى مقصر فى حقك.. فى الصلاة عليك.. فى الاقتداء بسنتك.. فى زهدك وورعك وتقواك وخشتيك.. فى حركاتك وسكناتك.. فى عطفك ورحمتك.. فى جودك وكرمك.. فى عفوك وحلمك.. رغم محاولاتى الدائمة التشبه بك.. لكنه الشيطان، لعنة الله عليه، يأتينى من بين يدى ومن خلفى، وعن يمينى وعن شمالى.. يوسوس لى.. فأنساق وراءه أحيانا كثيرة، وأتغلب عليه مرات قليلة..!


ترى يا سيدى أهو الضعف البشرى؟ أم مغريات الحياة الكثيرة التى جعلت القابض على دينك الذى ارتضاه الله لك ولنا، كالقابض على جمر كما أخبرتنا فى حديثك الشريف؟!


سيدى كم تعلم أنى أحبك.. وكم أشتاق إلى رؤيتك، وأشرب من يدك الشريفة شربة ماء لا أظمأ بعدها أبدا.. وأجلس إلى جوارك أو بالقرب منك فى الفردوس الأعلى..  تمنيت أشياء كثيرة لكن تحول بينى وبينها أشياء أكثر..


سامحنى يا سيدى على تقصيرى فى الدفاع عنك وعن سنتك.. وعن مواجهة شيوخ ودعاة أساءوا إليك وإلى ديننا الحنيف.. وخرجوا على الناس يكذبون وينافقون ويهادنون ويتلونون وهم يتمسحون فيك.. ويتمحكون فى الإسلام خاتم الأديان..


سامحنى يا سيدى.. ولا تحرمنى شفاعتك فى يوم يفر فيه المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه.. لكنك يا سيدى ستقول أمتى أمتى.. أنت يا سيدى مَنْ سيقول لك المولى عز وجل يوم القيامة "يا محمد ارفع رأسك، قل تسمع، سل تعطى، اشفع تشفع".. اللهم لا تحرمنا من شفاعتك.

 

الجريدة الرسمية