رئيس التحرير
عصام كامل

السعودية تحتفل بذكرى اليوم الوطني الـ 83.. «المملكة» تحولت من صحراء قاحلة إلى مركز "ثقل" سياسي واقتصادي.. مسيرة حافلة بالجهود بدأها الأجداد وأكملها الأبناء.. وهدفت لبناء وطن من العدم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحتفل السعودية اليوم 23 سبتمبر بالذكرى الـ83، لليوم الوطنى للمملكة، وهى احتفالية تتم في مثل هذا من كل عام، حيث سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، على مدى اثنين وثلاثين عامًا بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م، حيث صدر في 17 جمادى الأولى 1351هـ الموافق 23 سبتمبر من عام 1932م، مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة.


جاء ذلك المرسوم في وقت كانت الجزيرة العربية تعج بالفوضى والتناحر، بدأ عبدالعزيز، وهو مازل في ريعان شبابه ولم يتخط الـ 26، معركة استعادة مدينة الرياض ليضع بذلك اللبنة الأولى للدولة التي يريدها، والتي زاد زخمها بعد توليه مقاليد الحكم بعد أن تنازل له والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل عن الحكم والإمامة، حيث شرع في توحيد مناطق نجد تدريجيًا، وبهذا الجهد العسكري تمكن من توحيد مناطق الجنوب والوشم وسدير والقصيم وضمها إلى بوتقة الدولة.

وسنت المملكة العربية السعودية دستورًا لها استندت أنظمته التشريعية إلى القرآن والسنة النبوية.. ونظام الحكم هو النظام الملكي، ويشكل مجلس الوزراء مع الملك السلطة التنفيذية والتشريعية، في حين يتولى مجلس الشورى إبداء الرأي في السياسات العامة للدولة التي تحال إليه من رئيس مجلس الوزراء.

ويمثل اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية تاريخًا مهمًا ليس للسعوديين فحسب بل للعالمين العربي والإسلامي، وكذلك الدول الصديقة فلم تكتفِ المملكة بكونها مركزا للعالم الإسلامي بل اكتسبت ثقة العالم أجمع كمركز اقتصادي وسياسي معتدل ومستقر في منطقة شهدت على مدى قرنين أو أكثر العديد من التحولات والاضطرابات.

وفي كلمة له بمناسبة اليوم الوطني للمملكة قال ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز"التركيز على النقائص والعيوب بوجه يفوق المحاسن والمزايا مهما عظمت أمر معتاد، لكن لا يجب أن يسيطر هذا الشعور المحبط فيمنعنا من العمل والإنتاج".



وأضاف الأمير سلمان: "الدولة تجتهد دون كلل في تحقيق رفاهية المواطنين وتتلمس مواطن القصور في قضايا الإسكان وتوفير فرص العمل والرعاية الصحية وجودة التعليم وكفاءة عمل الأجهزة الخدمية فلنمنحها الوقت والفرصة، ولنعينها على التطوير بالنقد القويم وبالمشورة والرأي لا بالهجوم الهادم، وليكن معيارنا أداء المؤسسة وإنتاجها لا الأشخاص والأسماء فهذا ليس من خلقنا ولا تعاليم ديننا".

وأوضح: "لا أبيح سرًا إذا قلت لمواطني المملكة الأعزاء إن هموم المواطنين، خصوصا فئة الشباب تحتل اليوم المساحة الأكبر والاهتمام الأكبر من لدن خادم الحرمين الشريفين أيده الله الذي تؤرقه قضاياهم، هموم كتوفير الوظيفة اللائقة ورفع مستوى الدخل وتيسير السكن الكريم والرعاية الصحية الكاملة لهم ولأطفالهم، ولهذا فإن التركيز والاستثمارات في المشاريع الحالية والخطط المقبلة يتوجه لمعالجة هذه القضايا والتغلب على هذه التحديات".

من جانبه قال محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير اللمملكة في بريطانيا، الثقل السياسي للمملكة لم يأتِ نتيجة كونها أحد أهم مراكز الطاقة على المستوى العالمي فحسب بل لثبات الموقف الدبلوماسي واعتداله والوقوف دومًا كعامل استقرار وتنمية ليس في رقعة جغرافية محدودة بل على مستوى العالم أجمع، وهو ما تحقق منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز، وتواصل خلال فترات حكم أبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله تعالى، وصولًا إلى عهد ملك الإصلاح والتنمية البشرية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.

فعلى مدى العقود التي تلت إعلان توحيد البلاد وحتى يومنا هذا مثلت السياسة السعودية الخارجية خطًا متوازنًا يدعم جهود السلام والتنمية وإنصاف المظلوم ونصرة الحق ومحاربة الإرهاب والتطرف بعيدًا عن الشعارات والمزايدات السياسية والمكاسب الآنية، وهو ما ساهم في صناعة جسور ثقة بين المملكة والدول الشقيقة والصديقة.

وعلى الصعيد الداخلي تحولت صحراء قاحلة وشواطئ بكر، تمتد على مساحات كبيرة إلى ورش عمل متواصل هدفها تحقيق تنمية المواطن السعودي وترسيخ مفاهيم الأمن الاجتماعي والصحي والاقتصادي، ولم يتوقف طموح القيادة على مستوى معين بل تتواصل في المملكة مشروعات ضخمة حولت ما كان يقع في دائرة المستحيل إلى واقع مُعاش، وتصنع غدًا مشرقًا لأجيال قادمة، والمتأمل في الخارطة التنموية السعودية يلحظ أنها عبرت خلال السنوات الأخيرة إلى جميع المناطق والمحافظات، وتمكنت الدولة من توجيه البوصلة التنموية إلى كل الاتجاهات.. فحظيت المحافظات بنصيب ضخم من مشروعات التعليم العالي والمدن الاقتصادية والصحية.

وقال قائد الحرس الملكي الفريق أول حمد بن محمد العوهلي، تحل ذكرى اليوم الوطني لهذا العام ذكرى ملحمة التحدي والتوحيد التي خاضها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - صانع هذه المعجزة التي تجلت في فاصل تاريخي في بناء الإنسان السعودي والبناء التنموي الشامل، ففي مثل هذا اليوم أعلن المؤسس رحمه الله توحيد المملكة العربية السعودية حيث بايع الشعب الملك المؤسس على السمع والطاعة والإخلاص لبناء الوطن وحمايته وصونه والسير به نحو التقدم الحضاري والإنساني.

وكان منهجه رحمه الله كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، حيث وضع لبناتها الأولى وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة مسيرة الجد والكفاح لبناء هذا الوطن فرحمهم الله جميعا.

وأضاف، وجاء من بعدهم قائد الإنجاز والتطوير الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز.

وشدد على أن المملكة تعيش في عهد خادم الحرمين الشريفين أزهى صور الاستقرار والأمن والرخاء، وتحولت أحلام الشعب إلى حقائق ومنجزات يتحدث عنها الواقع وتحاكيها الأرض وتشاهدها العين، وتميز عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالشمولية والتكامل وقفزت المملكة وشعبها إلى مصاف الدول الأكثر رقيا.

وقال خالد عبد الله الجارالله الكاتب السعودي: أمن الوطن واستقراره شرط أساسي لنموه الاقتصادي وتطوره ورقي شعبه، إن المتتبع لمسيرة الاقتصاد السعودي لا يمكنه أن يغفل الرؤية الثاقبة والحنكة السياسية التي تمتع بها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.


فتوحيد الوطن وإرساء أمنه كان من أولوياته قبل أن يظهر النفط ويكون رافدا ومكملا لتأسيس كيان الدولة وتنميتها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية لتصبح المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمة.

وأضاف الجارالله، هذه الرؤية نتج عنها بناء وطن من العدم ولم يكن مشوار البناء سهلًا طوال العقود الثمانية الماضية حيث مر العالم بأزمات وحروب في كل عقد تقريبا، وأثرت هذه الحروب والأزمات على جميع دول العالم بما فيها المملكة، ورغم ذلك بقيت شامخة وراسخة.

وأكد، أنه منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مرورا بأبنائه الذين تولوا من بعده مقاليد الحكم والعمل على تحقيق رؤيته هو الهاجس الأكبر.. وحتى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله- كان ولا زال مصدر التشريع واحدا وهو القرآن الكريم والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.. وهذا من فضل الله علينا وكرمه أن نسير على نفس الخطى.

وشدد الكاتب السعودي، على أن التنمية والتعليم والصحة ورفاهية المواطن هي الهم الأكبر لخادم الحرمين الشريفين، مضيفا، وهذا ما لمسناه طوال الأعوام الثمانية الماضية منذ توليه مقاليد الحكم حيث حرص على إقرار كل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن.
الجريدة الرسمية