رئيس التحرير
عصام كامل

أيام في الخارج «٥»


في ذات التوقيت الذي قررت فيه واشنطن كانت فيه العاصمة الأمريكية تختض ندوتين خاصتين بمصر وما يحدث فيها بما يشي باهتمام مراكز البحث الأمريكي.. هي مراكز نشارك في عملية رسم السياسات الأمريكية الخارجية بأوضاع مصر السياسية.. المهم أن إحدي هذه الندوات كان يشارك فيها قيادي حزب النور السلفي نادر بكار.. وهناك علمت أن هذه ليست الزيارة الأولى لبكار لواشنطن فقد سبق له زيارتها عدة مرات.. وهذا يشي بانفتاح حزب النور السلفي على أمريكا وأيضا انفتاح الأمريكان على السلفيين في مصر.

صحيح أن الأمريكان أحنوا على الإخوان في مصر خلال الفترة الماضية، وقاموا بدعمهم ومساندتهم أولا للوصول إلى الحكم في بلادنا وثانيا للحفاظ على هذا الحكم في مواجهة رفض شعبي تزايد يوما بعد الآخر حتي وصل إلى مدى واسع في ٣٠ يونيو.. لكن في ذات الوقت فإن الأمريكان البرجماتيين بطبعهم حرصوا على أن يجدوا خطوط اتصالاتهم مع كثيرين في مصر.

وهكذا بينما ارتبطوا بعلاقات وطيدة مع الإخوان، فإنهم ارتبطوا أيضا بعلاقات وطيدة مع جماعات وحركات ومجموعات سياسية أخرى معارضة للإخوان أو على الأقل مختلفة معهم، حتى يظل تأثيرهم على مجريات الأمور وتطورات الأوضاع السياسية في مصر قائما.. ربما يفسر لنا ذلك لماذا تورطت مجموعات وحركات في دعم الإخوان للوصول إلى الحكم وهي تختلف معهم.. كان ذلك تنفيذًا لرغبة الأمريكان.

لكن الجديد أن السلفيين يحاولون الآن تقديم أنفسهم للأمريكان في الخارج وللمصريين في الداخل على أنهم بديل للإخوان باعتبار أنهم يعون أخطاء الإخوان وفي ذات الوقت يحملون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أيدلوجيتهم، وهنا يمكن أن نفهم تصريحات بعض مسئولي حزب النور حول ترشحهم في كل الدوائر الانتخابية خلال الانتخابات البرلمانية.. لكن هناك قطاعات من السلفيين مازالت تمنح تأييدها للإخوان.
الجريدة الرسمية