"فيسك" يكشف كواليس زيارة الوفد السورى لموسكو قبيل المبادرة الروسية.. السلاح الكيماوى سلاح سوريا الرادع في حرب "يوم القيامة"مع إسرائيل..المعلم ولافروف يتفقان على المبادرة بعد موافقة "الأسد"
كشف الكاتب البريطاني "روبرت فيسك" في مقاله اليوم الاثنين بصحيفة الإندبندنت البريطانية عن كواليس توجه الوفد السوري ليلة السبت 7 سبتمبر إلى موسكو؛ لمعرفة مصير التفاوض الأمريكي الروسي.
قال فيسك إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كشف الخطة الأمريكية لتوجيه ضربة صاروخية ضد سوريا، وأن وليد المعلم وزير الخارجية السورى كان يود معرفة أي شيء عن موعد بدء الهجوم الأمريكي.
وأوضح فيسك أن سوريا لم تكن ترغب أن تتعرض لهجوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على اتهامها بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم غاز السارين يوم 21 أغسطس ضد المدنيين.
وأضاف أن المعلم سافر إلى موسكو فجر يوم 8 سبتمبر، ونزل في فندق كهفي بجانب نهر موسكو، وتقابل مع وزير الخارجية الروسى سيرجي لافروف بمقر وزارة خارجية روسيا وكان معه الوفد المرافق له.
وأوضح بقوله:" كانت هذه لحظة في تاريخ سوريا مهمة للغاية للمعلم والوفد المرافق له والجميع؛ لأنه كان يدرك أن القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية السورية تدار من جانب الآخرين".
وأضاف الكاتب أنه في يوم 9 سبتمبر الماضى جلس المعلم مع رفروف قائلا له: "نعتقد منذ البداية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان على وشك توجيه ضربة ضد بلادنا".
وأضاف فيسك:"ولم يكن الخبر سارا بالنسبة للوفد السوري عندما قال لافروف أن توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا بدا وشيكا".
وهنا دار بعض النقاش قال "فيه المعلم إن لافروف يكتب الشعر العربي في وقت فراغه، والعرب يتعلمون الشعر عن ظهر قلب قبل أن يتمكنوا من الكتابة، مؤكدا أن لافروف صديق جيد للعرب.
و"بدا المعلم كأنه ينقب للاطلاع عن أي أمر يخص الدبلوماسية الروسية تجاه سوريا، وعند انتهاء حديثه مع لافروف قال له أنه ذاهب للرئيس الروسى في الكرملين للمحادثة معه لأننا على حق".
وأضاف في مقالة:" ثم عاد الوفد السوري إلى الفندق لتناول طعام الغداء، ثم العودة لاجتماع آخر مع وزير الخارجية الروسى يعقبه مؤتمر صحفى للوزيرين".
وأكد فيسك أن هذه اللقاءات كانت تتم بينما وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في حالة "هذيان" موجها المزيد من التهديدات بضرورة تسليم سوريا الأسلحة الكيماوية وأن أمامهم أسبوع فقط.
وأوضح أن وليد المعلم نقل رغبة بلاده لوزير الخارجية الروسى بالتوقيع على معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية على الرغم من أن الجميع يعرف أن السلاح الكيماوى هو سلاح الردع السوري في حالة دخولها أي حرب مستقبلية مع إسرائيل، والتي وصفها بحرب"يوم القيامة".
وأضاف فيسك أن المعلم والوفد المرافق له لم يناموا لمدة 36 ساعة، وأن لافروف كان قلقا لأسباب مختلفة، ومنها مخاوف من تدمير الضربات الأمريكية للجيش السورى، ومخاوف أخرى من اقتحام الإسلاميين لدمشق ومهاجمة القوات الروسية نظرا لوجود قاعدة بحرية للمشاة في ميناء طرطوس السوري، ومخاوف تتعلق بالسفن الحربية الأخرى في شرق المتوسط.
ولفت فيسك إلى اتفاق لافروف مع المعلم على عقد صفقة مع بوتين يتم بمقتضاها قيام سوريا بتسلم الأسلحة الكيميائية في غضون أيام، والسماح باخضاع جميع مواقعها للرقابة الدولية خلال عام واحد فقط.
وأضاف قائلا: "وبعد موافقة المعلم كان الروس في غاية الامتنان للتوصل للاتفاق بعد مشاورة المعلم للرئيس السوري وموافقته على الأمر".
واختتم فيسك مقاله قائلا: "بدت سوريا أنها تريد إنقاذ شعبها من العدوان، ووضعت الثقة الكاملة مع أصدقائها الروس الذين بدوا على قدم المساواة".