رئيس التحرير
عصام كامل

"البترول".. «مدير من جهة أمنية».. حمدي وشيرين وهيكل والحديدي.. «ممنوع الاقتراب أو التغيير»

المهندس سامح فهمى
المهندس سامح فهمى وزير البترول الأسبق

لأن وزارة البترول والثروة المعدنية من أهم وزارات المجموعة الاقتصادية في الحكومة، فهى تختلف في إدارتها لتعاملها مع عدة دول أجنبية، بالإضافة إلى وجود حقول البترول والغاز بالقرب من الحدود المصرية وبين الدول الأخرى.


لذا فوزارة البترول تدار بطريقة أمنية منذ عهد المهندس سامح فهمى الوزير الأسبق، فمبنى الوزارة بمدينة نصر كأنه قلعة عسكرية محصنة، بداخلها جهاز خاص للأمن يسيطر على جميع المواقع والشركات في تعاملاتهم مع الشركاء الأجانب.

وبوزارة البترول شخصيات تعد مراكز قوة منذ عدة سنوات مثل حمدى عبد العزيز، وكيل الوزارة للإعلام، الذي ما زال يشغل هذا المنصب رغم عشرات الحركات والتنقلات والتغييرات التي حدثت لقيادات الوزارة ووكلاء الوزارة وكأنه حصن منيع ممنوع الاقتراب منه أو التصوير، فهو يقوم بإعداد محاضر وجلسات الجمعيات العامة للشركات التابعة لوزارة البترول، ويعد من الأسماء المهمة التي تتولى أكثر من نشاط داخل الوزارة، مثل كتابة التقارير اليومية للصحفيين وإعداد المؤتمرات الصحفية والخارجية، وجمع معلومات عن أي قيادة داخل الوزارة، وله تأثير في اختيار رؤساء الشركات ومنح الإعلانات لبعض الصحفيين المقربين منه وحسب أهوائه الشخصية دون أي تدخل من الوزير، وله سيطرة على كثير من الأمور داخل الوزارة مثل التعيينات.

ومن الشخصيات المعمرة داخل وزارة البترول شيرين أحمد، وكيل الوزارة للتخطيط والمتابعة الفنية، والتي ما زالت تعمل حتى الآن منذ عهد المهندس سامح فهمى، برغم التغييرات الكثيرة التي أجراها أكثر من وزير بعد ثورة 25 يناير لقيادات الوزارة حتى الآن.

كما يوجد أيضا الدكتور تامر هيكل -مساعد وزير البترول- الذي قام بتعيينه المهندس شريف هدارة -الوزير السابق- حسب تعليمات المعزول مرسي قبل خطابه الأخير، فقد كان هدارة من أسرع الوزراء تلبية لنداء المعزول، وقام بتعيين «هيكل» مساعدًا له وما زال يعمل حتى الآن.

ومن أهم القيادات التي كانت تابعة لسامح فهمى هو المهندس شريف إسماعيل -الوزير الحالى- الذي كان يشغل منصب وكيل وزارة البترول لشئون الغاز، ثم تولى منصب رئيس شركة جنوب الوادى قبل توليه منصب الوزير، وكذلك المهندس طارق الحديدي، رجل سامح فهمى، الذي كان يعمل وكيلا للوزارة لشئون الغاز، ثم جاء المهندس أسامة كمال -وزير البترول الأسبق- وأطاح بالحديدى وأعاده إلى شركة «ميدتاب» لخطوط الأنابيب والمنتجات البترولية، وما زال يعمل حتى الآن، والحديدى هو الصديق المخلص والوفى لسامح فهمى وللوزير الحالى.

وبعد أن أصبحت الآن وزارة البترول خالية تمامًا من أي كوادر فنية تستطيع إدارة منظومة الطاقة ودعم المواد البترولية في مصر، وبعد أن أطاحت حكومة الإخوان بجميع الكوادر وجاءوا بقيادات لا تعلم شيئا عن الاستكشافات البترولية وشئون الغاز والإنتاج والتعامل مع الشركات الأجنبية، فقد قرر المهندس شريف إسماعيل -وزير البترول الحالى- البدء في مشروع متكامل لتطوير وإعداد القيادات بقطاع البترول، في إطار إستراتيجية الوزارة الحالية لتنمية مهارات القيادة والإدارة الفعالة للقيادات الحالية، وإعداد صف ثان قادر ومؤهل لتولى المسئولية خلال المرحلة القادمة.

كما أكد الوزير أهمية تمتع القيادات بالقدرة على استيعاب أحدث التكنولوجيات العالمية في مختلف أنشطة الصناعة البترولية التي تشهد تطورًا مستمرًا، وأصبحت ضرورة ملحة بعد بلوغ العديد من القيادات البترولية سن التقاعد، وأصبح من الأهمية بمكان ضخ دماء جديدة من القيادات لتحمل مسئوليات المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر وتشهد تحديات كبيرة، وتتضمن المرحلة الأولى من المشروع تدريب 50 قيادة من رؤساء شركات قطاع البترول العام ومساعديهم، فضلًا عن قيادات بهيئة الثروة المعدنية، وتقوم بتنفيذ المشروع شركة «مهارات الزيت والغاز» التابعة لقطاع البترول والمتخصصة في إعداد وتطوير الكوادر البشرية.
الجريدة الرسمية