بالفيديو.. عاشق الأنتيكات يمتلك راديو يتكلم منذ 100 سنة
بين أحضان شارع المعز لدين الله الفاطمي بروحانياته وأسراره التي دفنت منذ آلاف السنين، تنجذب أذناك لصوت فناني الزمن القديم تناديك من ذلك الخان الذي يحوي بين أركانه الأربعة حقبة زمنية غنية بالأسرار التي تعود بك لأكثر من مائة عام، لتشعر وأنت واقف أمامه أنك عدت لأفلام الأبيض والأسود، ولعهد الملك فاروق، حيث كانت للصناعة المصرية مذاق خاص يمكنك استنشاق عبيره من على بعد كيلومترات.
التقت "فيتو" بخالد زكي صاحب بازار لبيع التحف والأنتيكات القديمة في شارع المعز، التي وعلى الرغم من التراب الملتصق بها والطراز القديم والرائحة العتيقة، إلا أنها تستوقف المارة كبارا وصغارا، عربا وأجانب إما لغرض الشراء أو التقاط الصور التذكارية، التي تحمل ملامح الشخصية المصرية للعالم أجمع.
يقول خالد: بدأت في هذه الهواية منذ كنت صغيرا، فقد توارثتها عن جدي وأبي رحمة الله عليهما، لتتحول تدريجيا لمهنة ذات طابع خاص، علمتني كيف أحكم على الأصلي من الزائف في كل شيء بما في ذلك البشر، فالمثل لم يكذب حين قال "الناس معادن".
وأضاف: نحصل على هذه الأنتيكات من خلال حضور المزادات الكبيره، أو بيع الأثاث في أحد المنازل والفيلات القديمه، وهذه غالبا ما تحوي على قطع يبيعها أصحابها على أنها خردة، إلا أننا نصلحها ونرجعها لحالتها الأصلية، مع الحفاظ على لونها دون طلاء أو حتى تلميع، وإلا فقدت القطعة معناها.
وتابع خالد: في هذا الخان الصغير أحتفظ بأول راديو أنتجته شركة فيلبس، والتليفونات المعلقة والقرص السوداء، والكاميرا المنفاخ، والمنظار البحري النحاسي، وأدوات الموسيقى النحاسية، والمراوح ذات الريشة النحاسية التي توفر أعلى درجة من التهوية أكثر من المراوح الحديثة، والمكاييل المختومة من جانب مصلحة الموازين.
ونصح عاشق الأنتيكات الهواه عند الإقبال على الشراء أن يدققوا النظر في تاريخ القطعة وبلد المنشأ، واللا مبالاة بلون القطعة وأنها تفتتقد للمتعة فعبق التاريخ هو الأبقى، مشيرا إلى أن السعر لا يرتبط بما إذا كان الجهاز يعمل أو لا فتاريخ القطعة هو العامل الأساسي لتحديد السعر.