رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا تبدأ مخطط "تهديد مصر" بـالتقارير "المفبركة".. "واشنطن بوست" تزعم خطورة الملاحة فى قناة السويس..الصحيفة تستعين بمقال تحليلي لتحذر من "إرهاب سيناء"..وتؤكد: الخطر القادم فى طريقه لـ"القناة"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 

زعمت  صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن العنف الذي تشهده مصر في منطقة شبه جزيرة سيناء المضطربة يعد خطرا كبيرا على حركة الملاحة في قناة السويس وقد يؤثر على مرور السفن التجارية.

 

وأشار ديفيد شينكر كاتب المقال، مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إلى أن معظم الاهتمام العالمي الآن منصب على سوريا والجميع غافل عن المشكلة المتنامية في مصر والآثار العالمية التي يمكن أن تنتج عنها، لقد أصيب تسعة من رجال الشرطة المصرية في انفجار قنبلة في شمال سيناء يوم الاثنين، الحوادث في سيناء أصبحت روتينية من انفجارت وخطف وإطلاق نار وسيارات مفخخة.

 

وأضاف شينكر أن مصر تعاني منذ أكثر من سنتين من حالة تمرد مدني وتصاعدت على أثارها الجريمة وزاد الاعتداء الجنسي وقتل قوات الشرطة والجيش، ولقد أطاح الجيش بالرئيس المعزول محمد مرسي يوم 3 يوليو وفضت اعتصامات أنصار جماعة الإخوان من قبل قوات الجيش وأسفرت الحوادث المتعاقبة عن قتل 1000 شخص منذ الإطاحة بمرسي.

 

ولفت الكاتب إلى أن الأمور يمكن أن تزداد سوءا في الأحداث الدامية التي تشهدها البلاد مشيرة إلى وقوع هجوم يوم 31 أغسطس، حيث أطلق مسلحون قذائف صاروخية على سفينة شحن صينية أثناء عبورها في قناة السويس ولم يلحق أي ضرر بالسفينة، ونشرت كتائب الفرقان التي مقرها سيناء وتابعة لتنظيم القاعدة فيديو تعلن مسئوليتها عن القذف وتتعهد بمواصلة الهجوم على قناة السويس.

 

وحذر الكاتب من خطر المسلحين وأنه عاجلا أم أجلا سيلحق الضرر بقناة السويس إذا لم تبذل الجهود اللازمة للقضاء على هذه الجماعات لأن بدون ذلك سيصبح الوضع كارثيا على مصر والتجارة الدولية.

 

ونوه شينكر عن العواقب الوخيمة التي وقعت فيها مصر بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك وكانت الإطاحة به لها أثر سلبي كبير على الاقتصاد المصري وتسببت أعمال العنف المستمرة إلى خوف المستثمرين ووقف نشاطهم في مصر وكان لذلك أثر في غاية الضرر على الاقتصاد حيث جف الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 32% مقارنة بالعام الماضي وأسفر ذلك عن نقص الاحتياطي الأجنبي لدي مصر.

 

كما أثرت الأحداث على السياحة التي كانت تمثل 10% من النشاط الاقتصادي لمصر وانخفضت السياحة في سيناء بعدما أصبحت ملاذا للجماعات الجهادية وانخفض معدل الإشغال بشرم الشيخ إلى 36%، وفي محافظة البحر الأحمر أغلق نحو 250 فندقا.

 

وأضاف شينكر أن مصر قبل اندلاع العنف بها قبل الإطاحة بمبارك احتلت المركز 140 من حيث سلامة السياح ولكن الوضع الآن في مزيد من التدهور وتسبب بتراجع السياحة بشكل مذهل إلى 85%.

 

ورأي شينكر أن الركيزة الثالثة للاقتصاد المصري، إيرادات قناة السويس التي تقرب لـ 5 مليارات دولار سنويا في خطر، حيث عبر في العام الماضي 17 ألف سفينة ولكن في الآونة الأخيرة انخفض عدد السفن العابرة بالقناة وانخفضت الإيرادات بنسبة 5% في النصف الأول من هذا العام، وانخفضت نسبة المرور بالقناة الآن بنسبة 6.6% مما دفع السلطات المصرية إلى رفع الرسوم.

 

وتأمل القاهرة في زيادة طفيفة في الاقتصاد العالمي لزيادة حركة المرور في القناة بالعام المقبل ولكن حادث 3 أغسطس يمكن أن يحبط تطلعات السلطات المصرية، بسبب المخاوف الأمنية ما جعل شركات الشحن الدولية تبحث عن طرق بديلة ومبتكرة بعيدا عن قناة السويس.

 

واختتم الكاتب بالإشارة إلى الجهود التي يبذلها الجيش لاحتواء الوضع في سيناء وفرض سيطرته على المنطقة المليئة بالجماعات الجهادية الإرهابية التي تتوعد بمهاجمة السفن الصليبية التي تمر بقناة السويس-كما وصفها بيان كتائب الفرقان- ولكن المشكلة لا تكمن في سيناء بل تمتد إلى ما وراء شبه جزيرة سيناء وحدوث تمرد إسلامي.

الجريدة الرسمية