توابع السقوط وتصحيح المفاهيم !
بعد أن ظهرت حقيقة الحركة الإخوانية، التي طالما تعاطف الشعب معها في الماضى بغير حق، وبعد أن وضح هدفها في ضرب الوطنية المصرية والحط من الحس القومى المصرى الذي ساد بعد الثورة، لن يكون لها وجود فاعل مؤثر في المستقبل المنتظر لمصر، وسوف ينتهى معها تدريجًيا ذلك المد السلفى الوهابى الكارثى الذي دعمها، ولن تكون لتلك الوهابية المتغطرسة مستقبل في مصر الآمنة بعد هذا السقوط الإخوانى المدوى، وسوف يشكل سقوطها في مصر بداية النهاية لها في كل الدول التي أصابها هذا الفيروس المدمر.
وقد ظهر للمصريين وهم دعاوى استيلاء فكر القطبيين على الجماعة الإخوانية، ووضح لهم أن هذا المنهج القطبى هو عين ما أسست عليه الجماعة منذ أنشأها البنا على أساس تكفير المسلمين صراحة، عندما اعتبر مصر مجتمعًا جاهليًا خارجًا على الملة، وظهر أن التنظيم الخاص الذي أنشأه هو أساس دموية الجماعة وجنوحها للعنف، وأنها منطلق ومنبت لكل الحركات الإرهابية التي ظهرت وأساءت للإسلام والمسلمين، سوف يقضى على الفكر المنغلق للدين، وتنتهى دعاوى الخلافة الوهمية التي هي ستار لواقع الملك العضوض الذي أقامه الأمويون والتي لا تنتمى لصحيح الإسلام معنى وجوهرًا.
سوف يعلم الشعب أن الانقياد خلف من يستغل عواطفه الدينية دون تعقل ولا إبصار يودى به إلى التهلكة، سوف ينهزم المتآمرون على تدمير مصر وإيقاف تأثير تاريخها الحضارى وضرب تقدمها وإيقاف الدعوة الوطنية الوليدة التي ظهرت بعد ثورة ١٩١٩ بتصدير الفكر الإخوانى الوهابى المستتر لمصر على يد البنا قبل أن تُصَدِّر الوهابية فكرها الصريح في السبعينيات، وسنعاين أفول نجم تجار الدين الذين استغفلوا الناس واستَخفُّوا بعقولهم ليعود مسمى علماء الدين لمشايخ الأزهر لا لكل من أطلق لحيته وارتدى جلبابًا، وسوف تعود تلك الآلاف من الزوايا في الحوارى والأزقة والمساجد السلفية التي أنشئت بأموال مشبوهة والتي شكلت منابر لاختراق العقل المصرى إلى إدارة الأوقاف لتخضع لمنهج الدين السمح المعتدل، وسوف يعود للخطاب الدينى فيها منهج (الوعظ والإرشاد) الوسطى وينتهى دون رجعة مفهوم (الدعوة) للإسلام بين المسلمين!