رئيس التحرير
عصام كامل

"بلاد الرافدين" على خطى السودان.. إيران تخطط لانفصال جنوب العراق وإقامة دولة شيعية.. قيادي صدري: الحرس الثوري يمول جماعات داخلية لإشغال الفتنة.. و"خامنئي" يحرض المالكي على احتكار ملفات النفط والأمن

زعيم التيار الصدري
زعيم التيار الصدري الشيعي مقتدى الصدر

كشف قيادي بارز في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، أن النظام الإيراني يسعى بسرية إلى تطبيق السيناريو السوداني وإقامة دولة جنوب العراق تضم المحافظات الشيعية التسع إضافةً إلى أجزاء من العاصمة بغداد.

وقال القيادي الصدري لصحيفة "السياسة" الكويتية، "إن توتر العلاقة بين المكونين العراقيين الشيعي والسني في الفترة الراهنة والتصعيد في أعمال العنف وعمليات تهجير السنة من محافظتي البصرة والناصرية، هي محاولة جدية لإعادة الوضع الأمني العراقي إلى نقطة البداية التي شهد فيها أعمال اقتتال طائفي واسعة". 

وأضاف أن جماعة "عصاب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي و"حزب الله العراقي" بزعامة واثق البطاط، تلقيا أوامرا صارمة من دوائر تابعة للحرس الثوري الإيراني لإثارة الفتنة بين العراقيين بأي وسيلة وبأي ثمن ما يعني أن مخطط إقامة دولة جنوب العراق دخل حيز التنفيذ".

وأضاف أن البعض يعتقد أن هدف الأساس للنظام الإيراني من تعزيز التصادم بين السنة والشيعة إضعاف ذلك البلد العربي الكبير والمهم للعالم العربي ولأمن الخليج العربي والشرق الأوسط، غير أن الهدف الإستراتيجي يكمن في إضعاف الشيعة العراقيين أنفسهم؛ لأن إيران تدرك أن إقامة دولة جنوب العراق معناه انضمام هذه الدولة الصغيرة بإمكاناتها العسكرية والاقتصادية مجبرة إلى الدولة الإيرانية القوية في وقت لاحق وهذا أمر بالغ الخطورة، لأنه قد يتعلق بمتطلبات الصراع الإيراني مع دول مجلس التعاون الخليجي في مرحلة مقبلة واحتمال نشوب حرب إيرانية - خليجية في التوقيت المناسب الذي يراه النظام في طهران.

وتابع: "الخطة الإيرانية التي تقضي بإقامة دولة جنوب العراق، تستند إلى معلومات بحوزة مجلس الأمن القومي الإيراني، تفيد بتنامي الخط الشيعي العراقي المؤيد للتفاهم والاندماج مع السنة وبقية المكونات والمحافظة على الوحدة الاجتماعية والجغرافية للعراق، بمعنى أصبح هناك معسكر في التحالف الشيعي الذي يسيطر على حكومة نوري المالكي في بغداد يؤمن بعراق قوي ومتماسك وهذا الأمر لا يرضي القيادة الإيرانية لتعارضه كلياً مع خطة تشكيل دولة جنوب العراق".

وأكد أن معظم القادة الشيعة العراقيين يشعرون ويتلمسون الدور الإيراني في تعزيز المواجهة مع السنة، والبعض من هؤلاء القادة لديه معلومات عن صلات بين "الحرس الثوري" وجماعات محسوبة على تنظيم "القاعدة" وعن تسهيلات كانت تقدمها الأجهزة الإيرانية لمقاتلين من "القاعدة"، يعبرون الحدود من أفغانستان عبر إيران إلى العراق وبالتالي هناك قناعات داخل التحالف الشيعي بأن نظام مرشد الجمورية الإسلامة علي خامنئي "يفكر بشيء غير معلن وغير واضح في العراق، بخلاف الموقف الإيراني المعلن أمام قيادات التحالف، وهو دعم الوحدة والاستقرار بين العراقيين".

ولفت إلى أن القيادة الإيرانية مارست ضغوطاً كبيرة على المالكي لمنع أي تفاهمات مع ساحات الاعتصام السنية التي انتفضت منذ أكثر تسعة شهور، كما أنها هي من دفعته إلى الانتقام من بعض القادة السنة في صدارتهم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ووزير المالية رافع العيساوي العام الماضي.

واتهم القيادي في التيار الصدري، نظام خامنئي بتحريض رئيس الوزراء العراقي والضغط عليه طوال الفترة السابقة، بهدف الاستحواذ على ملفات الأمن والنفط والسياسة الخارجية؛ "كي يكون الشيعة العراقيون مهيمنين تماماً على السلطة في العراق"، مشيراً إلى محادثات سرية عدة جرت بين مقربين من المالكي ومقربين من خامنئي في مواعيد مختلفة؛ لوضع آليات عملية احتكار الحكم في بغداد، والتي تقوم على استبعاد السنة وتقويض نفوذ الأكراد في تلك الملفات الثلاث.
الجريدة الرسمية