رئيس التحرير
عصام كامل

أيام فى الخارج «٣»


لا يخفى مصريون التقيت بهم في باريس، شكوكا في أن سفيرنا في فرنسا إخوانى الهوى.. وهم يعللون شكوكهم هذه بتصرفات ومواقف السفير.. وحتى الذين يتحفظون على هذه الشكوك فإنهم لا يستطيعون منع أنفسهم من انتقاد بطء وغياب السفارة المصرية عن مواكبة الأحداث المصرية والدفاع عن الثورة المصرية، عاصمة النور التي كادت حكومتها أن تتخذ موقفًا معاديًا لهذه الثورة، قبل أن تتدخل الدبلوماسية السعودية لتغيير الموقف الفرنسى تجاهنا.


إزاء ذلك، لا يكفى أن يخرج علينا المتحدث الرسمى النشط لوزارة الخارجية بتصريحاته التي تؤكد عدم انتماء أي دبلوماسى مصرى للإخوان أو غيرهم.. فهذه التصريحات لم تطمئن أحدا حتى الآن لا المصريين داخل البلاد ولا المصريين خارجها وتحديدًا تجاه عدد من الدبلوماسيين المعروفين بالاسم.

وليس مقبولًا بالطبع أن يقول لنا أحد إننا لا نستطيع تغيير سفرائنا قبل استكمال مددهم المقررة سلفًا، مثلما يقال الآن عن رؤساء تحرير الصحف القومية.. نحن الآن نخوض معركة شاملة ضد الإرهاب تقوده جماعة تريد الانتقام منا لأننا طردناها من حكم البلاد.. وأحد ميادين هذه المعركة هو الميدان الدبلوماسى.. لذلك نحن نحتاج لدبلوماسيين مقاتلين مخلصين في عدد من العواصم المهمة والمؤثرة، ومن بين هذه العواصم بالقطع باريس التي تبنت حكومتها في أحد الأوقات طلب عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشة الأوضاع في مصر، أي تبنت أمر تدويل المسألة المصرية كما كانت ترغب أمريكا في ذلك في إطار ممارسة الضغوط علينا.

وهذه المعركة الدبلوماسية سوف تزيد مع استمرارنا في المضى قدمًا على طريق تنفيذ خارطة المستقبل، خاصة أن موعد محاكمة الرئيس السابق وقيادات جماعته يقترب، وهو الأمر الذي لا يروق لواشنطن وعدد من حلفائها الأوربيين.
الجريدة الرسمية