رئيس التحرير
عصام كامل

«روحاني يُطمئن العالم».. الرئيس الإيراني: ملتزم بوعدى لشعبى في التفاعل مع جميع الدول.. الصراعات الدموية «ولت».. الدبلوماسية الجديدة لا تعنى التنازل.. ومستعدون لتسهيل الحوار بين بشا

الرئيس الإيراني حسن
الرئيس الإيراني حسن روحاني

كتب الرئيس الإيراني حسن روحاني مقالا له، اليوم السبت، في صحيفة الإندبندنت البريطانية تحت عنوان "رسالة إلى الغرب من الرجل الذي يريد أن يخرج إيران من الجمود".

وقال روحاني "أنا ملتزم بتحقيق وعودي الانتخابية وتعهداتي لشعبي ووفي لهم ومن بين وعودي انخراط إيران في التفاعل البناء مع العالم".

ويري روحاني أن العالم تغير ولم تعد السياسات الدولية لعبة معادلة مجموعها صفر، ولكنها ساحة متعددة الأبعاد وغالبا ما يحدث التعاون والمنافسة في وقت واحد.

وأضاف روحاني أن زمن الصراعات الدموية قد ولي، ويتوقع من زعماء العالم أن يحولوا التهديدات لفرص في ظل التحديات الجديدة اليوم والإرهاب والتطرف والتدخل العسكري الأجنبي والإتجار بالمخدرات والجرائم المعلوماتية كلها يكرس في إطار السلطة الجامدة واستخدام القوة الغاشمة.

وقال يجب أن نولي اهتمامنا بتعقيدات القضايا المطروحة لحلها ونعمل على مشاركة بناءة في عالم السياسة العالمية لأن اللعبة لم تعد محصلتها صفرا وينبغي أن نستخدم الحدث لتحقيق مصالح واحدة دون النظر إلى مصالح الآخرين.

ودافع روحاني عن نهج بناء للدبلوماسية وهذا لا يعني التنازل عن الحقوق فهذا يعني الانخراط مع نظرائهم على أساس المساواة والاحترام المتبادل لمعالجة المخاوف المشتركة وتحقيق الأهداف المشتركة سويا لكي لا تكون النتائج صفرا وندخل في حرب باردة تؤدي إلى فقدان الجميع لأهدافهم.

وأضاف "ولكن للأسف في كثير من الأحيان ما زالت الأحادية تلقي بظلالها على نهج بناء، ويتحقق الأمن على حساب انعدام الأمن للآخرين مع حدوث عواقب وخيمة، أكثر من عقدين من زمان وحربين بعد 11 سبتمبر والقاعدة ومتطرفين آخرين تعيث فسادا".

وتابع: "لقد تحولت سوريا جوهر الحضارة إلى مسرح للعنف المفجع بما في ذلك الهجمات بالأسلحة الكيميائية التي ندينها بشدة.. وفي العراق بعد 10 سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية لا يزال العشرات يفقدون حياتهم يوميا بسبب العنف.. كما أن أفغانستان بها أحداث مماثلة وتسفك أبناء مواطنيها بشكل مستمر".

وأكد روحاني على أن النهج الانفرادي أو الأحادي يمجد القوة الغاشمة ويولد العنف ويكون غير قادر على حل القضايا التي نواجهها جميعا مثل الإرهاب والتطرف، وأقول لكم لا أحد محصن من المتطرفين فهم مثل الوقود المشتعل بالعنف وعلم الأمريكان حقيقة ذلك قبل 12 عامًا.

وأوضح روحاني أن توجه للسياسة الخارجية يسعي لحل هذه القضايا من خلال معالجة الأسباب الكامنة التي وراءها، ويجب العمل معا لإنهاء المنافسات غير الصحية والتدخلات التي تغذي العنف وتدفعنا بعيدا عن الهدف، ويجب علينا أيضا أن نولي اهتمامنا لمسألة الهوية كمحرك رئيسي للتوتر في الشرق الأوسط وخارجه.

ولفت روحاني إلى جوهر المعارك المفرغة في العراق وأفغانستان وسوريا هي حول طبيعة هويات تلك البلدان ويترتب على ذلك دورهم في منطقتنا والعالم، مركزية الهوية يمتد إلى برنامج الطاقة النووي السلمي الذي لدينا وبالنسبة لنا نتيقن دوره جيدا لتوليد طاقة نووية لتنويع مصادر الطاقة التي لدينا، فالأمة الإيرانية مطلبها الكرامة والاحترام ويترتب على ذلك مكانتنا في العالم والحفاظ على هويتنا وبإمكاننا حل العديد من القضايا التي لم تحل بعد.

وأوضح روحاني استعداد حكومته للمساعدة في تسهيل الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة.

واختتم روحاني بالإشارة إلى المحادثات التي استمرت 10 سنوات بخصوص البرنامج النووي الإيراني والتعامل بنفس الديناميكية، دعا روحاني لتجاوز المأزق لتحقيق هدف أعلي وكيف يمكن أن تحول الأمور لأفضل من خلال حشد الشجاعة لنقول ما نريد بوضوح وإيجاز وإخلاص وهذا هو جوهر التفاعل البناء، موضحا سفره إلى نيويورك لحضور افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ودعا نظائره من قادة العالم لاغتنام الفرصة التي منحتها له الانتخابات الإيرانية الأخيرة وحثهم على الاستفادة من تفويض الشعب له للانخراط في حوار بناء وإن لم يكن لمصالحهم الوطنية وإنما من أجل إرثهم وأطفالهم والأجيال المقبلة.
الجريدة الرسمية