رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي يكشف أوباما


استغرقت مُلاحقة الولايات المتحدة لابن لادن في إطار "الحرب على الإرهاب"، نحو 10 سنوات، وهي التي تملك وزارة دفاع ميزانيتها السنوية المُباشرة ما يقرب من 700 مليار دولار، بالإضافة إلى ميزانية غير مباشرة تخص تكلفة الحروب، وتبلغ مساحة أفغانستان ما يزيد قليلاً على 650000 كم مُربع، بينما سيناء مساحتها 60000 كم مُربع، والحديث عن سيناء، هنا له علاقة بالحرب الأمريكية على الإرهاب، حيث تدور رحى معركة مُشابهة ضد الإرهاب في سيناء، وهي مثل تلك التي تدور أيضاً في سوريا بين النظام وإرهابيى القاعدة المُمولين والمُسلحين من أمريكا وإسرائيل!!


فبينما تحارب أمريكا الإرهاب على مدى نحو 12 عاماً، لم تنته بعد، بينما في مصر وفي شهور معدودة، أصبحت على مشارف تطهير سيناء والقُطر المصري كله من الإرهاب، ذلك مع العلم أن مساحة مصر الإجمالية هي مليون و10 آلاف كم مُربع، وبالتأكيد المسألة لا تُقاس فقط بالمساحة ولكن بالمُعدات والتكنولوجيا وقُدرات الرجال، ولكن الفارق الشاسع في توقيت القضاء على الإرهاب والمجهودات المبذولة في ذلك، يُظهر جدية الجيش المصري وتفوقه على قُدرات ذاك الأمريكي، إلا إن كان الأمر يتعلق بكون أمريكا غير جادة في القضاء على الإرهاب، وتدعمه كما دعمت الإخوان في مصر والقاعدة في سوريا!!

وقد طلب أوباما تفويضاً من الكونجرس الذي به مُمثلو الشعب الأمريكي، ولما بدا أنه لن يحصل عليه، تراجع ومنح المبادرة الروسية لمُراقبة السلاح الكيماوي السوري وتفكيكه الفرصة، بالطبع كانت تلك ذريعة للخروج من مأزق عدم الحصول على تفويض مُحاربة سوريا وحفظاً لماء الوجه، لأن أوباما وضع نفسه في موقف دولي غير محسوب العواقب، يُمكنه أن يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، بينما السيسي طالب الشعب المصري بتفويضه لمُحاربة الإرهاب فحصل عليه في يوم واحد هو يوم 26 يوليو الماضي، وهو ما يدل على فارق في الهدف والشعبية التي تُظهر قيادة السيسي وتراجع في تأييد أوباما من مواطنيه!!

لقد كشف السيسي ومن وراءه الجيش المصري والمخابرات العامة المصرية، مؤامرات الولايات المتحدة وحُلفائها في استهداف مصر، وظهر كيل أوباما بمكياليين فيما يتعلق برغبة الإدارات الأمريكية في إرساء دعائم الديمقراطية في مصر، فأمريكا لا تريد ديمقراطية لنا وإنما تفكيكاً لجيش مصر ومنح السلطة للإخوان، وإن كان للشرعية جدوى، لكانت أمريكا رفضت تخلي مبارك عن السلطة بينما كان أول رئيس منتخب بانتخابات تعددية في 7 سبتمبر 2005، وقد أرسل له جورج بوش الابن وقتها تهنئة من البيت الأبيض بتاريخ 10 سبتمبر.

لقد كشف السيسي أوباما وكونه لا يريد تطبيقاً للديمقراطية لدينا، لأن السلطة سُلمت يوم 3 يوليو الماضي لرئيس مدني هو رئيس المحكمة الدستورية بعد أن نزل نحو 33 مليون مصري إلى الشارع رفضاً للإخوان، بينما في 11 فبراير سُلمت السلطة إلى المجلس العسكري، فإن كان هناك حديث عن انقلاب عسكري، فليكن عن ذاك الذي وقع في 2011، في ظل وجود عدد أقل بكثير من المصريين في الشارع.

لقد فُضح أوباما، والسيسي أظهر الهدف الأمريكي الأوروبي الإسرائيلي التركي القطري الحقيقي للعالم، وأن أمريكا لا تريد أن تتطور مصر للأفضل ولا يهمها إرادة الشعب المصري على الإطلاق، إن أوباما كاذب ومن قبله بوش، فالموضوع برمته، هو استغلال الديمقراطية من أجل إحداث الفوضى في مصر وتفكيك جيشها كما حدث في العراق من قبل وكما يراد لسوريا الآن!!
حفظ الله جيش مصر وشعبها، ولعن كل من يريد بمصر والمصريين شراً..
تحيا مصر
الجريدة الرسمية