رئيس التحرير
عصام كامل

أيام فى الخارج «٢»


ليس صعبًا أن تفرط في وعودك الانتخابية للحصول على أصوات الناخبين، ولكن من الصعب تنفيذ هذه الوعود لإرضاء الناخبين والاحتفاظ بثقتهم.. هذا هو ما ينطبق على حال الرئيس الفرنسى هولاند الذي تراجعت شعبيته كثيرًا، لأنه لم يقدر على تنفيذ وعوده للناخبين الفرنسيين الذي حملوه بأصواتهم إلى قصر الإليزيه.. كثير من الفرنسيين لا يذكرون للرئيس الفرنسى وعدا نفذه سوى وعده الخاص بالاعتراف بحقوق المثليين!.... فلا الاقتصاد الفرنسى تحرك للأمام بحيث يقدر على كبح التضخم والسيطرة على معدل البطالة.. ولا السياسة الخارجية الفرنسية استعادت استقلالها عن الولايات المتحدة، بل على العكس تقدمت فرنسا لتلعب الدور البريطانى في مساندة السياسات الأمريكية.


هذا ما اكتشفته خلال الأيام التي قضيتها في عاصمة النور التي تستقبلك وذراعيها مفرودة عن آخرها.. وهنا لابد أن يثور السؤال: وما علاقة ذلك بنا نحن في مصر أو ما هو تأثيره علينا؟.. والإجابة تتلخص في أن فرنسا في ظل حكم هولاند سوف تتخذ من المواقف تجاهنا التي لن تكون بعيدة عن المواقف الأمريكية، بل ستكون قريبة منها في ظل انخفاض درجة استقلالية السياسة الخارجية الفرنسية، التي كان يمكن ملاحظتها أثناء غزو الأمريكان للعراق مثلًا.. أي أن الرئيس الفرنسى وهو يتعامل معنا في مصر سوف تكون عينه دائمًا على واشنطن ومواقفها تجاهنا.

لكن في ذات الوقت، فإن ضعف الحكم الفرنسى المتمثل في تراجع شعبيته لعدم نجاحه في تحقيق وعوده الانتخابية سيجعله غير قادر على الإضرار بنا أو اتخاذ إجراءات ومواقف تؤثر علينا سلبا.. وهذا ما بدا واضحًا حينما سارع الفرنسيون لإرضاء واشنطن بالدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الأمن لبحث الأوضاع في مصر بعد ٣٠ يونيو، ثم ببعض الجهد السعودى توقف الفرنسيون عن اتخاذ خطوات عدائية أخرى تجاهنا.. وذات الأمر ينطبق على بقية الحكومات الأوربية الأخرى المؤثرة بل وحتى أمريكا، ولذلك فإن فرصتنا لتحقيق ما نصبو إليه دون مراعاة للضغوط الخارجية كبيرة.. فلنمض في طريقنا إذن بلا خوف أو وجل.
الجريدة الرسمية