رئيس التحرير
عصام كامل

توفيق عكاشة.. الجانب الآخر! ( 3)


في المقالين السابقين، بدأنا بالعبارة التالية: "أغلقت قناة الفراعين وربما للأبد، لذا نتكلم الآن بلا شبهة مجاملة أو شبهة تجميل.. انتهي تقريبا ملف القناة المثيرة للجدل والتي عملنا بها مستشارا فنيا ثم مديرها العام وتركناها قبل أكثر من عامين احتجاجا وخلافا علي مواقف سياسية.. لذا لا يزايد علينا أحد ممن يهاجمونها وهم في بيوتهم.. فقد تركنا الجمل بما حمل في مواجهة شهيرة حادة ربما يتذكرها العاملون بالقناة أو ممن سمع وعرف بما جري.. لكن ظل الود متصلا بأصحابها وبالعاملين بها لا ينقطع أبدا، ثم أضفنا أن هذه المقالات إنصافا لرجل يتعرض لحملة تشويه متعمدة وعنيفة وهي شهادة لوجه الله تعالي عن الجانب الآخر لا يعرفه الكثيرون عن رجل نراه يتعرض لظلم بالغ.. واليوم.. وبعد كتابة المقالين السابقين جاءت الأنباء لتفيد بأن الفراعين قد تعود بعد عقوبة لمدة شهر.. ندعو الله أن يكون ذلك صحيحا.. وليس وعودا في الهواء لفض اجتماع الرئيس مع الإعلاميين.. أو التلكؤ فيما بعد انقضاء الشهر بضرورة دفع مستحقات ومتأخرات لقناة يحاسبونها دائما علي قيمة البث حتي علي الأشهر التي تتوقف فيه عن البث!!


المهم.. فلنكمل شهادتنا التي لا نبغي من ورائها شيئا ونتساءل: أيهما أفضل لديكم.. توفيق عكاشة بعيوبه كما ترونها أم من تعرفون أنه ينفق ببذخ علي قنواته من أموال المصريين التي سرقها منهم؟ أموالكم يعني؟ توفيق عكاشة الذي أنفق علي قناته بييع ممتلكاته واحدة بعد أخري.. قطع أراضي.. أفدنة زراعية.. حتي إنني رأيته بعيني يبيع من مزرعته للخيول حصانا عريا أصيلا نادرا من أجل توفير رواتب الناس!!!! ولأنه الوقت وقتها وقت عيد.. والطرف الآخر يدرك الأزمة.. لذا واستغلالا للموقف باع عكاشة - مع حفظ الألقاب - الحصان برخص التراب!!

ووسط هذا الصمود العائلي لعائلة متدينة محترمة لها في الخير سرا وعلنا الكثير.. تحب ابنها وتحترمه صمدت الفراعين في ظل حصار إعلاني رهيب.. وتشويه منظم من فصيلين أساسيين.. الإخوان والمتمولين من الغرب.. وأسألكم: ألستم ضد الإخوان؟ كيف تقبلون إشاعاتهم وتشويههم له؟ وإذا مرروها إليكم كما مرروا بخبث هتاف "يسقط حكم العسكر" فكيف تقبلون هجوم المتمولين ضده وأنتم أصلا ضدهم؟ هاجمهم فهاجموه وقلبوا الدنيا عليه.. الآن.. ماذا تفعلون أنتم؟ ألا تهاجمونههم الآن أيضا ومتأخرين عنه عامين كاملين؟ هل تلومونه عن قوله إن ثورة يناير ليست ثورة؟؟ إذن وماذا قال آخرون غيره تحترمونهم غير ذلك؟ ألم يقل ذلك إبراهيم عيسي؟ هذا لا يعني موافقتي علي كلامه.. وربما كان إصراري علي تكرار الاستهلال في أول المقال من أجل ذلك.. لكي أؤكد وجود اختلافات كبيرة بيننا.. لكن الفرق أننا نري الصورة كاملة .. ونسألكم وأنفسنا: هو أشرف أم من تجالسونهم وتعظمونهم وتحترمونهم وأنتم تعلمون أن أموالهم وثرواتهم والملابس التي يرتدونها وعطورهم التي تصل إلي أنوفكم من أموال أمريكية خالصة؟؟!! وهل هو أفضل حتي بعيوبه كلها وهو من ينفق من أجل وطنه وبلده حتي إنه يشحت لقناته أمامكم جميعا كي تستمر .. أم من يقول إنه يحب وطنه لكي يقبض الملايين من عمله الإعلامي؟ هل هو أفضل بعيوبه كلها أم من شتم الجيش وحرض ضده وسب القضاء وحرض ضده.. وتتعاملون معهم وتجالسونهم وتحترمونهم؟ هل هي أزمة نفسية منه تسبب فيها الهجوم المتواصل عليه؟؟ إن كان كذلك فقد رأيت الرجل يعتذر إليكم ولكل من أساء له في فترة سابقة.. وكان ذلك بعد عودة القناة المرة الماضية.. فلماذا لم تقبلون اعتذاره؟ ألم يشارك في هزيمة الإخوان وربما بحاصل فعل أحزابنا وحركاتنا وجمعياتنا كلها؟ إن كان يبغي شيئا.. مالا أو راحة بال لنافق الإخوان وسار كما سار غيره.. لكنه لم يفعل.. وهل هو أفضل لديكم أم من تسبب في وصول الإخوان للسلطة وندفع بسببهم الثمن غاليا من عمر مصر كلها وشعبها ودماء أبنائها؟؟ والمثير أنكم سامحتوهم وبعضهم لم يعتذر!!!

علي كل حال.. كل التحية للفراعين ولمن فيها.. يكفي صمودهم البطل والشجاع.. من المطاردة والبلطجة والحصار.. إلي تأخر الرواتب.. شهرا بعد شهر.. ومناسبة بعد أخري.. وخلفهم أسر وزوجات وأبناء عانوا وعانوا.. وضاع منهم عيدا بعد عيد.. دون أن يرحمهم أحد.. ومن دون أن يشعر بهم أي أحد!!
الجريدة الرسمية