"أحمد عز" صاحب السلطة والنفوذ في عصر مبارك.. المحكمة تخلي سبيله بكفالة قدرها 100 مليون جنيه.. تحول من عازف للدرامز إلى أحد أباطرة رجال الأعمال في مصر
"أحمد عز" صاحب السلطة والنفوذ في عصر مبارك.. قررت المحكمة إخلاء سبيله بكفالة مالية قدرها 100 مليون جنيه، ووقف السير في إعادة محاكمتة في قضية اتهامه بارتكاب جريمة غسل الأموال المتحصلة من جريمتي التربح والاستيلاء على المال العام بقيمة 6.5 مليارات جنيه، وبذلك تكون السجون قد خلت من رجال النظام الأسبق، لكن تضمن قرار المحكمة إدراج اسم أحمد عز على قوائم الممنوعين من مغادرة البلاد والمنع من السفر.
وجاء قرار المحكمة بوقف السير في القضية التي تتم فيها إعادة محاكمة أحمد عز، وذلك لحين الفصل بصدور حكم نهائي وبات في قضية "تراخيص الحديد" التي تعاد محاكمته فيها حاليا، وكذا قضية "الاستحواذ على شركة الدخيلة" التي صدر فيها حكم جنائي بمعاقبته بالسجن لمدة 37 عامًا، باعتبار أن هاتين القضيتين تتعلقان بمصدر الأموال موضوع قضية غسل الأموال التي تعاد فيها محاكمة المتهم، وهو ما يجعل القضيتين المذكورتين ترتبطان ارتباطا وثيقا بهذه القضية.
أحمد عز.. ولد في 12 يناير 1959، والده هو عبد العزيز عز، ضابط في القوات المسلحة وترقى في صفوفها حتى حصل على رتبة اللواء ثم خرج من الخدمة العسكرية، وتوفى في شهر نوفمبر 2010، وبعد أن ترك الخدمة العسكرية اتجه والد "عز" إلى البيزنس وبالتحديد إلى مجال استيراد الحديد.
أما "عز" فبعد تخرجه في كلية الهندسة جامعة القاهرة حاول السفر إلى ألمانيا للدراسة ولكنه لم يفلح وعاد إلى مصر وحاول الانخراط في أعمال كثيرة منها لعب كرة القدم والعزف على آلة الدرامز في فرقة موسيقية صغيرة كونها حسين الإمام نجل المخرج المصرى الراحل حسن الإمام وذلك في بداية حياته ولا تزال هناك بوسترات ودعوات لحفلات يظهر عليها اسم أحمد عز كعازف درامز.
إلا أن "أحمد عز" قرر بعد هذه الأنشطة العودة إلى البيزنس ولجأ في البداية إلى الاقتراض من البنوك لإنشاء مصنع للحديد والصلب ثم تزوج من "خديجة " أبنة نقيب الأشراف السابق والرجل الثرى ونجح عز بالفعل في تأسيس شركته المقامة في مدينة السادات على بعد 90 كيلو مترا شمال شرق القاهرة.
وبدأت إعلانات شركة عز تظهر في الصحف وخصوصا في صحيفة الأهرام من خلال الصفحات المدفوعة الأجر، وفى عام 1998 وأثناء انعقاد مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "menn" بالقاهرة في ذلك الوقت فوجئ الجميع بأن أحمد عز يجلس بجوار جمال مبارك وأنهما يتحدثان سويا، ثم تبين فيما بعد أن عز عضو في مجلس إدارة جمعية جيل المستقبل التي أسسها نجل الرئيس الأسبق عام 1998 لتأهيل الشباب في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والتي تولي المناصب الرئيسية فيها أشهر المليونيرات الذين أصبحوا وزراء وأصحاب مناصب فيما بعد – مثل رشيد محمد رشيد وزير الصناعة الأسبق، ومحمد منصور وزير النقل الأسبق، وأحمد المغربي وزير الإسكان الأسبق – أعضاء في هذه الجمعية.
وفى عام 2000 جاءت القفزة الكبرى في حياة عز عندما تم ضمه هو وجمال مبارك مرة واحدة في الأمانة العامة للحزب الوطنى المنحل، وكان ذلك بالتحديد في فبراير 2000 وفى نفس العام نجح عز في الاستيلاء على نصيب الأسد في شركة الإسكندرية للحديد والصلب (الدخيلة) وأصبح المحتكر الأكبر في مصر لحديد التسليح المعروف بـ"البليت" وهى المادة الخام الأساسية التي تستخدم في إنتاج حديد التسليح اللازم لمشروعات البناء والتعمير.
وأيضًا في عام 2000 فاز أحمد عز في الانتخابات البرلمانية التي جرت في شهر أكتوبر ونجح بعد إنفاق ما يقرب من 15 مليون جنيه من الفوز بدائرة منوف التي تتبعها مدينة السادات التي يوجد بها مصانعه، والتي تتبع محافظة المنوفية، ودخل أحمد عز مجلس الشعب وفوجئ الجميع بأنه أصبح رئيسًا للجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، ومحتكرًا لرئاستها رغم تداخل مصالحه مع أعمال هذه اللجنة التي تتعلق بأعمال الرقابة على الجمارك، والضرائب، والرقابة عليها.
وبسرعة الصاروخ تصاعد نجم أحمد عز حتى تولى منصب أمين التنظيم في الحزب الوطنى بدلا من الوزير الأسبق كمال الشاذلى، وكان يعد منصب أمين التنظيم أقوى المناصب في الحزب ومن يتولاه يستطيع السيطرة على أحشاء الحزب من عضوية وأعضاء ويقال أن جمال مبارك هو الذي اختار "عز" لهذا المنصب بعد ما لعب دورًا كبيرًا في تمويل حملة الرئيس مبارك الانتخابية الرئاسية عام 2005.
وكان عز يحمل عدد من الألقاب فهو أمين التنظيم في الحزب الحاكم، وعضو الأمانة العامة، وعضو هيئة المكتب، وعضو مجلس الشعب، ورئيس لجنة الخطة والموازنة، وقبل ذلك هو رجل أعمال ثروته تجاوزت المليارات، فهو يمتلك ثلاثة مصانع للحديد ومصنعين للسيراميك ويدير استثمارات عديدة خارج مصر وتحديدا في الجزائر.
ووصل نفوذه إلى حد أن أصبح الرجل الثالث في الحزب الحاكم بعد مبارك، ونجله جمال، كما ترى هذه الأحزاب أن المليونير عز قد نجح في غزو الحزب بأمواله والسيطرة على مقاليده، وكان يعد نفسه لكى يكون نائبًا لجمال مبارك، إذا تولى الرئاسة، وكان يخطط ليصبح هو نفسه رئيسًا لجمهورية مصر في يوم من الأيام، كل هذه الآمال والتخطيطات تلاشت في يوم واحد هو يوم جمعة الغضب 28 يناير.