رئيس التحرير
عصام كامل

أيام فى الخارج (١)


هذه المرة جاء موعد سفري للخارج، وهناك حظر للتجول في بلادي يبدأ لحسن الحظ من الساعة الحادية عشر مساءً بعد أن تم مده مرتين، بينما كان موعد طائرتي الساعة السادسة والنصف صباحا.. لذلك كان علىّ أن أكون متواجدا في المطار قبل الحادية عشر مساءً ليلة سفري بما يتيح لابني الذي سيوصلني بسيارته العودة إلى منزله قبل بدء الحظر بسلام.. وهكذا كان علىّ أن أنتظر في المطار قبل بدء إقلاع طائرتي أكثر من سبع ساعات متواصلة أي أكثر مما طالبنا به المسئولون عن المطار وهو التواجد في المطار قبل مواعيد الإقلاع بأربع ساعات.. وبالطبع هذا أمر شاق للغاية ومرهق جدا خاصة للذين لديهم سفر طويل عبر الأطلنطي.

ومع ذلك، فقد كانت مفاجأة سارة لي أن كل المسافرين بلا استثناء الذين احتشدوا في مبني المطار وازدحم بهم كانوا متقبلين لهذا الإرهاق وهذه المشقة بروح طيبة، لم أجد منهم تذمرا أو ضيقا رغم أن كثيرين منهم لم يجدوا في الساعات الأولي من الليل مقاعد يجلسون عليها لكثرة عدد من المنتظرين الذين اضطروا مثلي القدوم مبكرا لصعوبة وصولهم إلى المطار خلال ساعات حظر التجول.. 

كان هؤلاء المسافرون يرون أن الحظر ضروري لأمنهم وأمن البلاد في ظل الإرهاب الذي تتعرض له، وإصرار الإخوان على الاستمرار في ممارسة العنف.. وهذا يؤكد أن الثقة الشعبية فيمن يحكم أهم شىء في الدنيا للشعب والحاكم معا.. فهذه الثقة هي التي تجعل الشعب يقبل بقرارات حكامه ولا يرفضها ودونها لا يقبل الشعب قرارات حكامه بل حكامه أنفسهم.

أما المفاجأة السارة الأخري، فقد كانت في انتظاري أثناء عودتي في المطار أيضا فقد وجدت شبابيك خاصة بالعائدين المصريين من الخارج، على غرار ما هو معمول به في كل مطارات الدنيا، على اعتبار أن المواطن ابن البلد هو الأولي بالرعاية.

وما بين مفاجأة السفر ومفاجأة العودة تبقي هناك مفاجآت الخارج، خاصة أنها مفاجآت فرنسية وأمريكية، وهذه نتحدث عنها غدا.
الجريدة الرسمية