الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا

 
التكاليف تصل إلى 45000 جنيه، يتم دفعها لأحد السماسرة الذين يقومون بتجميع الشباب من المحافظات المختلفة، علاوة على بعض الجنسيات المختلفة ويتم تجهيزهم في مكان قريب من الشواطئ، إما على شواطئ مصر أو شواطئ ليبيا ويمتنعون عن الطعام إلى مدة تزيد على 3 أيام ويكتفون بالعصائر قبل ميعاد السفر حتى يدق السمسار جرس الرحيل يرون مركبا متهالكا تم شراؤه من أجل رحلة سفر بلا عودة، حيث إن ذلك المركب من مخلفات الصيد التي انتهت مدة صلاحيتها وتبدأ الرحلة وتبدأ المعاناة، حيث تهالكت القوى منذ 3 أيام بلا طعام ويبدأون في المسير وتشتد الشمس وتشتد الظلمات، ومنهم من قال في أحد القصص التي حكيت لى من أحد أصدقائى إن أخا فقد أخوه غرقا في البحر فنادي قائد المركب فقال له "انزل وراه أو اسكت أحسن لك ".

وبعد أن تلاطم موجات البحر ليل نهار هذه المركب تقترب إلى شواطئ إيطاليا ينادى قائد المركب بالنزول فينزل الجميع وبينهم وبين الشاطئ نحو 5 أو 4 كيلو مترات يقضيهم المسافر سباحة حتى إن نجا من الغرق بقى له أن ينجو من دوريات الشرطة الإيطالية المستمرة وتصويرهم بالطائرات حتى يلقى نفسه على أحد الشواطئ، ولكن لن تنتهى المعاناة فيلتقطه أحد أفراد الجماعات التي تنتظرهم والتي يجرون وراءهم بكل قوة وسرعة ليحظى كل منهم بمسافر يحقق معه ويعرف إلى من هو قادم حتى يبعث للمضيف - والذي غالبا ما يكون من أهل بلده - برساله أن فدية هذا المهاجر مثلا 5000 يورو ويتم الاتصال بقريبه الذي هو راحل إليه وتتم مخاطبة أهله وتحت أمطار الدموع والبكاء يبيع الأهل ما تبقى من أملاكهم ومواشيهم حتى يسددوا لأهل المضيف ما يدفعه لأعضاء هؤلاء الجماعات التي تعيش على ذلك.

يبقى المهاجر خائفا من القبض عليه، والتي حينها يتم إيواؤهم في مساكن حتى يتم ترحيلهم وفى مصر يتم تسليمهم ويتم القبض عليهم من الشرطة المصرية بتهمة مغادرة الأراضي المصرية دون مستندات، ويتم تسليمهم إلى أهلهم مرة أخرى عبر المراكز والأقسام ويبقى المهاجر غير الشرعى لا يقدر أن يرفع عينيه أمام والديه إذ أفقدهم ما يملكون من أجل حلم فاسد وأمل زائف.