توفيق عكاشة..الجانب الآخر! (2)
بدأنا الجزء الأول من مقالنا أمس بالقول: " أغلقت الفراعين وربما للأبد لذا نتكلم الآن بلا شبهة مجاملة وبلا شبهة تجميل.. انتهى تقريبا ملف القناة المثيرة للجدل والتي عملنا بها مستشارا فنيا ثم مديرا عاما وتركناها قبل أكثر من عامين كاملين احتجاجا وخلافا على مواقف سياسية.. لذا فلن يزايد علينا أحد ممن يهاجمونها وهم في بيوتهم.. فقد أعلنا موقفنا وتركنا الجمل بما حمل في مواجهة حادة شهيرة في قلب القناة ربما يتذكرها العاملون بها ومن سمع بما جرى.. لكن ظل الود متصلا بأصحابها والعاملين بها لا ينقطع أبدا.. ونعيد استهلال الأمس لنؤكد أن شهادتنا هذه في حق الرجل هي لوجه الله تعالى.. خصوصا بعد أن تصاعدت الحملة ضده وهي التي لم تتوقف أبدا.. إلا أننا وبعد أن ناقشنا اتهامات عديدة له ختمنا المقال بما يردده البعض عنه أنه لا يعطي للناس حقوقهم ولا حقوق العاملين عنده وضربنا المثل بما يتردد عن حقوق عدد ممن عملوا في تقديم البرامج بالفراعين وتركوها منذ فترة ومنهم الأساتذة الكبار ضياء رشوان وصلاح عيسى وأيمن الشندويلي.. والحمد لله كنت وسيطا في مستحقات الأول والأخير.. أما الأستاذ صلاح عيسى فلم تتراكم له مستحقات لسبب بسيط جدا وهو أنه كان يحصل على أجره قبل كل حلقة!!!! وليس آخر الشهر ككل الناس!!! وبالمناسبة أيضا وقبل أن يقول أحد إنه كان يفعل ذلك خوفا من عدم حصوله على حقوقه.. أبدا أبدا.. ففي انطلاق الفراعين وشهورها الأولى وقبل أن تتعثر.. وقبل أن ينصب عليها من نصب.. ويبيع لها الوهم من باع.. من ديكوراتها إلى أشياء أخرى.. كان هذا هو النظام.. كل مذيعيها ومعديها يحصلون على أجورهم بعد كل حلقة أو حلقتين على الأكثر.. ثم أصبح كل ثلاثة ثم كل شهر.. وكان توفيق عكاشة كريما بشكل لا يتخيله أحد.. فبشكل شبه يومي يدعو الزملاء إلى وليمة خارج القناة أو يرسل ليحضر الطعام إلى الموجودين بها.. وكان ولوعود إعلانية منح عددا من الإعلاميين خصوصا الصحفيين منهم أجورا خاصة.. ومع تدهور أحوال القناة تأخرت مستحقات البعض.. وزادت المتأخرات.. وترك بعضهم القناة ووسطونا في باقي المستحقات.. لم تكن عند الرجل أي نية في التوقف عن السداد لأحد.. إنما طلب الجدولة والصبر.. دون أن ينكرها على أحد..
كثيرون لا يعرفون أن عددا من العاملين بالقناة يعملون لأسباب إنسانية.. كثيرون يحضرون للحديث عن مشاكلهم في برامج الشكاوى.. ويبقيهم للعمل نظرا لظروفهم القاسية.. حتى أصبح الأمر موضوعا للتندر.. فهذه السيدة صاحبة شكوى منشية ناصر.. وهذا الرجل صاحب شكوى المقطم.. وهكذا.. هذا على الرغم من ظروف القناة المأساوية ماديا!
وكثيرون أيضا لا يعرفون كيف استمرت الفراعين.. ولا كيف تم ذلك بصمود عائلي لا مثيل له.. عانت معه عائلة بالكامل.. لتستمر قناة فضائية منها تحتشد المليونيات.. وفيها يعاني من فيها.. وتتأخر رواتبهم.. ولكنها.. لم تتوقف أبدا كغيرها.. وفي حين كان البعض يهاجم الإخوان داخل بيته.. كان عكاشة في الميادين والشوارع.. متحديا احتمالات اغتياله وتصفيته.. فارا من أكمنة للقبض عليه.. ومن رصاص لم يصبه وآلات حادة كادت أن تفتك به مغيرا أماكن نومه كل يوم.. صامدا أمام أكبر حملة تشويه ومطاردة ضد رجل.. ولم يفكر أحد ممن يتهمونه بأنه "منافق" أنه كيف لمنافق أن يتحدى أسوأ نظام حكم عرفته مصر بكل هذه الجسارة التي تعرض فيها أمنه الشخصي وراحته وصحته وأمواله للخطر والضياع.. في حين يكتفي هؤلاء بالهجوم عليه كل حين.. وعلى الإخوان أيضا.. دون أي ثمن يدفعونه لمواجهتهم اللهم إلا ثمن وصلة الإنترنت ولكن.. للقضايا الأخيرة السابقة من الجانب الآخر لرجل يتعرض للظلم الآن ونقول بحقه ما نعرفه في شهادة لوجه الله.. مقال أخير..