رئيس التحرير
عصام كامل

١٢٠ مليون جنيه فاتورة التحويلات المدرسية.. موقع المدرسة وقربها من محطة المترو يحدد السعر.. والسماسرة لا يمتنعون

مدرسة
مدرسة

المدرسة بعيدة جدًا عن البيت، المواصلات مرهقة للغاية، قد تستغرق أكثر من ساعة في الذهاب ومثلها للعودة، فضلًا عن إرهاق التلميذ واستنزاف وقته وجهده، والحل في التحويل لمدرسة قريبة وتتمتع بسمعة تعليمية طيبة.

لذا يتعين على ولى الأمر دفع تبرع إجبارى للمدرسة المحول إليها، الاحصاءات تشير إلى أن مبلغ التحويل في المدارس الحكومية الحضرية الراقية يتراوح بين ألف و5 آلاف جنيه، يدفعها ولى الأمر مرغمًا، بالطبع لا يخلو الأمر من وسطاء أو سماسرة، يتوسطون بين ولى الأمر ومدير المدرسة، ولهؤلاء «إكرامية» أو بمعنى أدق عمولة، كأن التلميذ شقة مفروشة أو إيجار جديد.

إجمالى مبالغ التبرعات الإجبارية يصل إلى 120 مليون جنيه، القانون يفترض أن المبالغ التي تحصل عليها المدارس كتبرعات يتم وضعها في حساب بنكى باسم المدرسة، ويصرف منها المدير على أعمال الصيانة المدرسية باعتبارها أموالا مجتمعية، والمفترض أن تكون تلك المبالغ وأوجه صرفها خاضعة لإشراف الوزارة، وتتم وفقا لمحاضر رسمية صادرة عن مجلس الآباء والأمناء بكل مدرسة، ولكن ما يحدث أن تلك المبالغ في معظم المدارس تدخل وتتحكم فيها إدارة المدرسة، وهى غالبا ما تدخل دون إيصالات سداد للمتبرعين مثبت فيها حجم تبرعاتهم.

وغالبا ما تتم بصورة ودية بين إدارة المدرسة والمتبرعين، وتحت سمع ونظر الإدارة التعليمية التابعة لها المدرسة، وتوجد شبكة أخطبوطية في هذا الجانب تجمع بعض المسئولين في الإدارات التعليمية الذين يتحولون مع الوقت إلى سماسرة تحويلات، ولعل أشهرهم «و.ط» سمسار التحويلات بإدارة الزيتون التعليمية، وهو يستغل نفوذه داخل الإدارة للسيطرة على التحويلات والمبالغ المالية الواردة للمدارس، مستندا في ذلك على علاقته بإمبراطور التعليم الخاص في الإدارة «ن.ع».

سماسرة التحويلات يديرون الأمر بأكثر من صورة في عملية السداد، فمنهم من يقوم بالحصول على نصيبه من السمسرة عن كل طالب بطريقة النسبة، ومنهم من يحصل على مبلغ من إدارة المدرسة كترضية له، ويكون لهؤلاء عادة نفوذ في الإدارة التعليمية يكفل لهم التحكم في عملية تسكين الطلاب في التنسيق بحيث يحجزون عددًا من الأماكن في المدارس التي يرتبطون فيها بعلاقات جيدة مع الإدارة ولهم معها تعاملات سابقة، فلو أن مدرسة من تلك المدارس بها أماكن خالية لـ 500 طالب فإنهم يسكنون فيها 300 فقط، ويبقى 200 مقعد خاليا في انتظار أموال التبرعات.

وتوجد إدارات جاذبة للطلاب بسبب سمعة مدارسها الطيبة وقربها من وسائل المواصلات خاصة تلك التي تقع مدارسها بالقرب من خط المترو ووسط التجمعات السكنية التي تشعر أولياء الأمور بالأمان على أبنائهم، ومن الإدارات التعليمية التي تحظى مدارسها بشهرة واسعة في القاهرة إدارة الزيتون لقرب مدارسها من خط «مترو الأنفاق» وهى تجتذب طلاب المطرية والمرج وعين شمس والخصوص.

ويلجأ الكثير من طلاب تلك الإدارات للتحويل لمدارس إدارة الزيتون، ويوجد بها خمس مدارس ثانوى يقدر عدد الطلاب المحولين بها بحوالى500 طالب، وكان متوسط ما دفعه كل طالب نحو 1000 جنيه، ما يعنى أن المدارس الخمس تحصلت على مبلغ يقدر بنحو نصف مليون جنيه تبرعات، فعلى سبيل المثال فمدرسة سراى القبة الإعدادية بنات، بلغ إجمالى التحويلات فيها للعام الدراسى الحالى 200 تحويل، وكان متوسط ما دفعه ولى الأمر مبلغ 1000 جنيه، ما يعنى أن المدرسة تحصلت على مبلغ 200 ألف جنيه نظير تحويلات هذا العام.

ومدرسة سراى القبة الثانوية بنات يتراوح عدد التحويلات فيها بين 60-70 تحويلًا وتحصلت الإدارة على مبالغ مالية تتراوح بين 500-1000 جنيه عن كل تلميذ، وكان إجمالى عدد التحويلات في مدرسة سراى القبة الثانوية بنين 100 تحويل وكان متوسط المبلغ نحو 1000 جنيه عن كل طالب محول للمدرسة ومن الإدارات الجاذبة أيضا لسمعة مدارسها الطيبة تشتهر إدارة النزهة التي كانت واحدة من أكبر الإدارات التي تجمع تبرعات مالية في الأعوام السابقة، ولكن حجم تبرعاتها هذا العام انخفض بشدة بسبب تضييق الإدارة التعليمية على تلك المدارس خاصة في قسمها الثانوي.
الجريدة الرسمية