رئيس التحرير
عصام كامل

"الإندبندنت": حظر "النقاب" يثير أزمة مجتمعية داخل بريطانيا

 النقاب - صورة أرشيفية
النقاب - صورة أرشيفية

تساءلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عما إذا كان ينبغي حظر النقاب في بعض الأماكن العامة في بريطانيا أم لا.

وأشارت - في تقرير على موقعها الإلكتروني مساء اليوم الأربعاء - إلى حادث شهدته إحدى المحاكم شرقي العاصمة لندن أول أمس الإثنين، أثار جدلا واسعا حينما أجاز أحد القضاة ارتداء شاهدة مسلمة النقاب أثناء المحاكمة، شريطة خلعه وقت الإدلاء بالشهادة.


ورأت الصحيفة أن هذه القضية أثارت من جديد الجدل حول الحجم الذي يشغله النقاب في المجتمع البريطاني المعاصر متعدد الثقافات.

ورصدت "الإندبندنت" صورة من اختلاف وجهات النظر في هذا الصدد، مشيرة إلى اقتراح متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني أمس الثلاثاء بإمكانية حظر النقاب في بعض المؤسسات كالمدارس، وعلى الجانب المقابل، رصدت الصحيفة تأكيد العديد من الوزراء على أن الحكومة لا يجب أن تتدخل بشكل مباشر فيما يتعين أن ترتديه النساء.

وعرضت "الإندبندنت" بعض الحجج التي يسوقها أنصار حظر النقاب ؛ ومنها أن بعض الأدوار تتطلب رؤية الوجوه ؛ فالتلاميذ على سبيل المثال ينبغي أن يروا أساتذتهم وجها لوجه، وكذا المحلفون ينبغي أن يروا وجه الشاهد وهو يدلي بشاهدته، ومن تلك الحجج أيضا التي يسوقها هؤلاء أنه يتعين على المرء الالتزام بقوانين الدول التي يعيش فيها ودساتيرها وألا يطالب باستثنائه منها، ومنها أيضا أن البعض يرى النقاب رمزا للاضطهاد ومن ثم لا ينبغي للدولة أن تدعم ارتداءه.

على الجانب المقابل، عرضت الصحيفة البريطانية بعض الحجج التي يسوقها معارضو حظر النقاب ؛ ومنها أن التحركات الداعية لحظر النقاب لا تنشأ في الغالب بسبب النقاب، وإنما تستهدف القول بأن الإسلام لا يتماشى مع المجتمع البريطاني، ومنها أيضا أن إرغام المسلمات على خلع النقاب يتعارض مع مبادئ التسامح الديني التي اشتهرت بها بريطانيا، بحسب ما يرى أنصار هذا الرأي الذين يشددون على أهمية الوضع في الاعتبار ما يمثله الحجاب من أهمية للمرأة المسلمة، ومراعاة ما قد ينشأ عن إرغامها على خلعه من إيذاء لمشاعرها.
الجريدة الرسمية