رئيس التحرير
عصام كامل

توفيق عكاشة.. الجانب الآخر! ( 1 )


أغلقت الفراعين وربما للأبد، لذا نتكلم الآن بلا شبهة مجاملة أو شبهة تجميل.. انتهي تقريبا ملف القناة المثيرة للجدل التي عملنا فيها مستشارا فنيا لها ثم مديرا عاما وتركناها قبل أكثر من عامين كاملين احتجاجا وخلافا على مواقف سياسية.. لذا أيضا فلن يزايد علينا أحد ممن يهاجمونها وهم في بيوتهم.. فقد أعلنا موقفنا وتركنا الجمل بما حمل في مواجهة شهيرة حادة في قلب القناة ربما يتذكرها العاملون بها ومن سمع بما جري.. لكن.. ظل الود متصلا بأصحابها وبالعاملين بها لا ينقطع أبدا.. فظل الدكتور توفيق عكاشة مهذبا للغاية في الاختلاف والخلاف ودعانا للعمل من جديد لكن بعيدا عن مصدر القلق والمشاكل عند تحمل المسئولية والإدارة.. وهنا نود أن ندخل إلى الموضوع مباشرة بعد استهلال طال واستطال.. ونبدأ واحدة واحدة ونسأل البعض: لماذا ترفضون الدكتور عكاشة وتهاجمونه حتي إن بعضكم يخالف ما يؤمن به ويسعد بإغلاق قناته وهو من يطالب في الوقت نفسه بعدم الاقتراب من الصحف ووسائل الإعلام حتي لو تجاوزوا لرفضهم مبدأ العقاب الجماعي؟ لماذا صحيح؟ سيقولون: نرفض أسلوبه.. إنه سباب شتام لا يمارس إعلاما صحيحا.. الإعلام ينبغي أن يكون محايدا ملتزما.. وهنا نسألهم: وهل كل وسائل الإعلام محايدة؟ وهل كل الإعلاميين محايدون؟ ثم لماذا قبلتم به مهاجما للإخوان وبعنف وداعيا ومشرفا على عدد من المليونيات الشعبية في محافظات عديدة..؟؟ هل كان ذلك إعلاما أم سياسة؟ سيقولون: هل يعجبك أسلوبه الذي يهاجم به الجميع ؟ ونقول: أتحفظ كثيرا عن أي خروج منه أو من غيره.. لكن.. ونستحلفكم بكل قسم وطني.. في ظل أي أسلوب لا يرضيكم مهما كان خارجا ومزعجا لكم أو لغيركم.. هل رأيتموه مرة واحدة يهاجم الجيش كمؤسسة وطنية ويحرض عليه أو ضده بأي طريقة؟ هل ضبطموه مرة واحدة يدعو إلى التحريض على القضاء أو القضاة أو الشرطة مطالبا بسبهم أو إهانتهم أو الخروج عليهم والتحريض ضدهم؟؟ هل أمسكتم به قبل اليوم مرة واحدة يدعو إلى العنف ضد مؤسسات الدولة أو يتحصن بالخارج أو يتمول منه بأي طريقة أو وسيلة؟ وما قيمة المؤدبين المهذبين الذين لا يشتمون ولا يسبون ويفعلون كل ما سبق؟ مع من منهما يمكن أن نعفو أو نغفر أو نتجاوز ؟ أليس التحريض ضد المؤسسات والجيش تحديدا والتمول من الخارج والحماية به جرائم لا يمكن الصمت عليها في حين قد يعفيك ريموت التليفزيون من توفيق عكاشة ومن الفراعين كلها؟ أم أننا لا نجيد التحليل والتفكير.. هل ستقولون إنه سب الكثيرين.. ونسألكم وهل منع أحد هؤلاء الكثيرين من اللجوء للقضاء؟ هل وقف أحد في وجه حصولهم على حقهم بالقانون؟ ثم أين أنتم وهو يعتذر مرارا وتكرارا للكثيرين ممن رأي أنه أساء لهم واعتذر لهم علنا ومدحهم ؟ سيقولون: لكنه كان عضوا بالحزب الوطني المنحل؟ ونسألهم: وفي أي حزب كان عضوا زياد بهاء الدين؟ وفي أي حزب كان عضوا شيخ الأزهر؟ لماذا لا تطبقون معيارا عادلا على الجميع؟!! المعايير العادلة هي أن يكون للشعب المصري عند هذا الشخص أو غيره حقا في مال أو في دم.. ولم نعرف أن الرجل متهم بقتل أحد.. أما الفساد المالي فربما والإخوان ظلوا عاما طويلا عريضا في السلطة كانوا يبحثون في أي ورقة تدين شخصا واحدا لعقابه وسجنه وكان بالطبع هو توفيق عكاشة.. وبحثوا وفتشوا ولم يجدوا دليلا واحدا بل لم يستطعوا حتي تلفيق دليل واحد يدينه فلم يجدوا بدا من إغلاق قناته ومنعه من السفر أو سجنه في قضية شخصية منظورة أمام القضاء..!!! ستقولون: لكنه من رجال النظام الذي قامت عليه الثورة؟ ونقول: وإن شاء الله الدكتور فاروق العقدة كان من أي نظام؟ والدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزه كان في أي نظام ؟ وهكذا محافظ القاهرة وغيرهم كثيرون تنسون تماما من أي نظام جاءوا ؟؟!!..بل ربما هو لم يتول موقعا تنفيذيا يتيح له فسادا أو إفسادا.. ستقولون لكنه حصل على أراضي بالطريق الصحراوي وآلاف الأفدنة؟ وسنقول: وأين أدلة أي فساد والإخوان كانوا في الحكم كما قلنا عاما طويلا عريضا ؟؟ انتهي أمر كل ذلك ولا إدانة إلا بحكم قضائي وليس بالإشاعات أو المحاضر.. ستقولون ولكنه لا يعطي للناس حقوقها وهكذا اشتكي كثيون كانوا يعملون في الفراعين مثل ضياء رشوان وصلاح عيسي وأيمن الشندويلي ونقول: عاصرت هذه الفترة.. وعملت معهم.. ولكن سأكمل لكم غدا في الجزء الثاني من المقال ولكن لا تنسي أبدا ما بدأنا به.. الفراعين أغلقت وربما إلى الأبد وقد استقلنا من إدارتها قبل أكثر من عامين وما نقوله لا نبغي به إلا شهادة لوجه الله لرجل يظلمه الكثيرون بحق أو بغير حق حتي بعض المقربين منه ولا يرون منه إلا جانبا واحدا وقد يكون الرجل قد خسر الآن كل شىء.. ولكن إلى الغد..
الجريدة الرسمية