رئيس التحرير
عصام كامل

«هيكل يمنح الإخوان قبلة الحياة».. «الأستاذ» يلتقي «بشر ودراج» وينصحهما بوقف العنف.. قياديا الجماعة يتمسكان بالشرعية.. الوزير السابق: يهمنا وحدة الجيش وابتعاده عن السياسة

 الكاتب الصحفي محمد
الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل

طرح الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل ما وُصف بأنه "تصور" لحل الأزمة السياسية في مصر وذلك خلال لقائه بقياديين بارزين بجماعة الإخوان في مكتبه بالقاهرة أمس الثلاثاء، واللذين أعلنا تحفظهما على هذا التصور، وذلك بحسب ما أكدته مصادر مطلعة داخل الجماعة.


وأثار الاجتماع كثيرا من التكهنات حول توقيته وغايته وما إذا كان يحمل مبادرة لحل الأزمة أو عرضا للوساطة من الكاتب الصحفي المعروف والذي يوصف بأنه قريب من قيادات كبيرة بالجيش، إلا أن المصادر بالجماعة قالت إن اللقاء لم يحمل سوى تصور تحفظت عليه الجماعة التي جددت موقفها المرحب بأي مبادرة لحل الأزمة شريطة أن تكون "قائمة على الشرعية".

وبعيدا عن وسائل الإعلام التقى هيكل بمكتبه بالقاهرة بالقياديين الإخوانيين محمد على بشر وزير التنمية المحلية السابق، وعمرو دراج، وزير التخطيط السابق وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان وهما قياديان بـ"التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد للرئيس المعزول مرسي.

وفيما لم يتسن الحصول على تعليق من هيكل بشأن تفاصيل اللقاء حتى مساء أمس الثلاثاء، قال محمد على بشر إن "هيكل طرح رؤية تطالب بأهمية الابتعاد عن الحديث عن عودة الشرعية، ثم البناء على حقائق الواقع الجديد والاستناد إليها في المستقبل"، وذلك في إشارة إلى خريطة المستقبل التي أعلنها الجيش".

وقال بشر "قمنا بتوضيح أن هناك أيضا حقائق يقرها الواقع الآن وهي وجود من يرفض الانقلاب في الشوارع ولهم فعاليات ومطالب وأيضا يواجهون بقمع منقطع النظير".

وأضاف: "الحقائق التي تفرضها وقائع بميادين مصر تريد تأسيس المستقبل أيضا على شرعية دستورية أفرزها دستور لا يجب إهماله وتجاهله لاسيما وهذا الدستور يعطي إمكانية لتعديله ويعطي للرئيس الحق في الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة أو نقل صلاحيات وخلافه".

وشدد القيادي الإخواني على أنه "أكد خلال اللقاء ترحيبه بكل مبادرات وطنية تطرح للمناقشة والحوار وأكدنا استعدادنا للحوار مع أي مبادرة وطنية على أساس الشرعية الدستورية".

كما شدد بشر على أنه أكد خلال اللقاء أن التحالف الوطني لا يتبني العنف ولا يحرض عليه ومازال مصرا على استقرار البلاد ووحدة الجيش المصري وابتعاده عن العملية السياسية ويرفض الاستقواء بالخارج".

ولفت وزير التنمية المحلية السابق إلى أن "اللقاء لم يتضمن مبادرة من السلطات الحالية عبر هيكل أو تفاوضا حول المستقبل أو أي شيء في هذا الإطار"، مضيفا "نحن لم نطرح أيضا إلا رؤية التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، كما أن الحديث مع هيكل لم يتطرق إلى كونه وسيطا أو أنه سينقل وجهة نظر التحالف إلى الطرف الآخر".

وقالت مصادر مسئولة بجماعة الإخوان طلبت عدم ذكر اسمها، إن هيكل حذر خلال اللقاء من التأثيرات السلبية على الجانب السياسي والاقتصادي لاستمرار مظاهرات مؤيدي مرسي، ولم يطرح مبادرة لحل الأزمة ولكنه عرض على دراج وبشر تصورا لحل الأزمة.

وبمقتضى هذا التصور يتم وقف الملاحقات الأمنية لقيادات الجماعة منذ 3 يوليو الماضي عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي والافراج عن قيادات الجماعة الكبيرة والتاريخية وإيقاف القرارات المتعلقة بتجميد أموالهم، وكذلك عدم إصدار قرارات بحل الجماعة وذلك في مقابل إيقاف الجماعة للمظاهرات، والانخراط في العمل السياسي والانتخابات البرلمانية وفق خريطة الطريق التي أعلنها الجيش في 3 يوليو الماضي وتتضمن تعديل الدستور المعطل وانتخابات برلمانية ثم رئاسية وذلك كله في غضون أقل من عام.

وأشارت المصادر إلى أن التصور الذي طرحه هيكل تضمن اختيار عدد من قيادات الإخوان لتولي حقائب وزارية لن تتجاوز الثلاث وزارات على الأكثر في حال الموافقة على هذا التصور، غير أن المصادر نقلت عن قياديي الإخوان رفضهما لهذا التصور وأكدا لهيكل "أنه لا بديل عن الشرعية الممثلة في عودة الرئيس المعزول محمد مرسي بكامل صلاحياته وعودة العمل بالدستور المستفتى عليه من الشعب ومحاكمة من تسبب في المجازر التي راح ضحيتها آلاف الشهداء من المصريين".

وأشارت المصادر إلى أن قياديى الإخوان أكدا على استمرار التظاهرات التي لم تعد الكلمة العليا فيها للإخوان أو غيرهم وإنما للتحالف الوطنى لدعم الشرعية الذي يعتبر الإخوان جزءا منه.

ومنذ الإطاحة بمرسي في الثالث من يوليو الماضي، على يد الجيش، بمشاركة قوى دينية وسياسية، ينظم مؤيدوه مظاهرات يومية في عدة محافظات مصرية شهد بعضها أعمال عنف سقط فيها قتلى وجرحى.
الجريدة الرسمية