رحيل الشيخ محمود طنطاوى بعد 73 عاما في خدمة القرآن الكريم
لقي فضيلة الشيخ محمود أمين طنطاوى رئيس لجنة مراجعة المصحف بالأزهر الشريف ربه،، إذ وافته المنية صباح اليوم الثلاثاء، بمنزله في القاهرة ودفن عقب صلاة العصر بمدافن قريته التابعة لمركز منيا القمح محافظة الشرقية.
شغل الشيخ محمود أمين طنطاوى عدة مناصب كان آخرها رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر ووكيل مشيخة المقارئ المصرية ونائب رئيس رابطة القراء والمجودين المصريين، وكان المصرى الوحيد الذي اختارته ماليزيا على مدى 22 عاما محكما لمسابقاتها في القرآن الكريم ولد الشيخ أمين في 30 نوفمبر 1930م.
وكانت عادة المصريين في ذلك الوقت إرسال أبنائهم إلى الكتّاب لتعلم القرآن الكريم وحفظه فلم تكن المدارس موجودة آنذاك والتحق الشيخ بكتاب معلمه الشيخ عبدالغفار محمد، أشهر كتاب بمنيا القمح وقتها لحفظ القرآن الكريم وحفظ القرآن كاملا وهو دون العاشرة من عمره ثم بدأ في دراسة أحكام القرآن حتى انتهي من تحصيلها في الحادية عشرة من عمره ثم تقدم للدراسة بمعهد القراءات وتم قبوله من ضمن عشرة طلاب واستمر يدرس بالمعهد حتى حصل على عالمية القراءات عام 1960.
واتجه بعدها للعمل بالتدريس في أحد المعاهد الأزهرية بالمحافظة، فلم تكن المعاهد تتعدى سوى معهدين في الشرقية وفى تلك الفترة تلقى عرضا من المملكة العربية السعودية للعمل مدرسا للقراءات والتجويد في مدرسة معهد المعلمين وهى إحدى المدارس الشهيرة بالمدينة المنورة وبعد ثمانى سنوات هي عدد السنوات التي أقام بها في المملكة عاد إلى مصر وعين مدرسا بمعهد القراءات بشبرا في عام 1973 ثم بمعهد القاهرة الأزهرى الثانوى في عام 1974.
وفى نفس هذا العام، أنشأ مع الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر إدارة شئون القرآن بالأزهر واختير كأول مفتش لها كما اختير الشيخ عبدالفتاح القاضى رئيس لجنة تصحيح المصحف في ذلك الوقت وكان عضوا في اللجنة بالعام نفسه وتدرج بين مواقع اللجنة القيادية حتى أصبح رئيسا لها منذ عام 1998 وحتى عام 2004، ثم أحيل إلى المعاش، وله مؤلفات في القراءات والتجويد وعلوم القرآن منها (المؤنس في ضبط كلام الله المعجز)، و(قراءة الإمام ابن عامر) و(قراءة الإمام الكسائى) و(قراءة الإمام بن كثير) و( قراءة الإمام خلف العاشر).
وشارك طنطاوي في تحكيم الكثير من المسابقات الدولية للقرآن الكريم في ماليزيا والمملكة العربية السعودية وفى سنة 1992، اختاره الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر آنذاك ليكون رئيسا للجنة خاصة لتصحيح المصحف الشريف الخاص بدولة بروناى.
وفى عام 2003، شارك بدعوة خاصة من الشيخ مكتوم بن راشد حاكم دبى للمشاركة في لجنة تصحيح مصحف دبى وكان هو رئيس اللجنة وقد منحه الشيخ مكتوم وسام التقدير لجهوده في إخراج المصحف وقد وافته المنية بعد صراع مع المرض صباح الإثنين الماضى.