رئيس التحرير
عصام كامل

المؤرخ د. عاصم الدسوقى لـ"فيتو": لا يوجد فى مصر الآن من يستحق أن يكون رئيسا

فيتو

  • المادة الثانية في الدستور اصطنعها الإنجليز لإحداث فتنة طائفية في مصر
  • صحوة الدولة في ملاحقة باقى جسد الجثمان الإخوانى ستقضى على الجماعة للأبد
  • الرئيس القادم قد يكون ذو خلفية عسكرية
  • بقاء المادة الثالثة مع الثانية يخلق تعارضا بين تطبيق المواطنة والشريعة
  • الشعب المصرى لا يحتاج وصيا على الدين لأنه متدين بفطرته
  • الإخوان سطوا على الحكم وسرقوا شعار ثورة يناير
  • السلفيون والإخوان وجهان لعملة واحدة
  • أوباما لوح بضرب سوريا لصرف الأنظار عن الصفعة التي تلقاها من مصر

أجرى الحوار:حسن الخطيب

كشف الدكتور عاصم الدسوقى، المؤرخ السياسي المصرى الحاصل على جائزة الدولة التقديرية عن مؤامرة صفقة الإخوان ببيع سيناء لأمريكا، مؤكدا في حواره مع "فيتو"، أن هذه الصفقة كانت حقيقية بمباركة من قطر وتركيا وأن المشروع أعدته إسرائيل ووافق عليه الإخوان قبل وصولهم للحكم تحت مسمى مشروع تصفية القضية الفلسطينية بالأراضى العربية، وهو تنازل مصر عن رفح والشيخ زويد والعريش ليمتد قطاع غزة حتى نهاية العريش وتتم تحت غطاء تبادل مشروعات قومية بتمويل من البنك الدولى.

وأوضح، أن الرئيس الأمريكي أوباما لن يستمر في منصبه بسبب هذه الصفقة المشبوهة، وسوف يكون أمامه خياران إما أن يقال أو يحال للمساءلة وسيكون مصيره السجن في كلتا الحالتين ولن يكمل مدته، لافتا إلى أن ما قام به من تهديد بضرب سوريا هو صرف أنظار الرأى العام عن هذه الفضيحة التي لحقت به، وعلى جانب آخر أكد أن الإخوان والسلفيين وجهان لعملة واحدة ولن يستمر السلفيون طويلا في الظهور على الساحة السياسية، وقال عن المادة الثانية للدستور إنها مصطنعة منذ الاحتلال الإنجليزى لإحداث فتنة طائفية في مصر والحوار التالى به المزيد..

- بداية باعتبارك مؤرخ مصرى كبير هل سيكتب للدستور الجديد النجاح ؟
الحقيقة أن قضية الدستور شائكة ولن يكتب لها النجاح مادامت بها بعض المواد التي تؤدى إلى الإخلال به، وعلى رأسها المادتين الثانية و219 الخاصة بتفسير الشريعة، لأن الشعب المصرى لا يحتاج وصيا على الدين فهو متدين بفطرته، ثانيا لو تتبعت التاريخ الخاص بوضع دساتير مصر ستجد أن هذه المادة وضعت في دستور 1923 بإيحاء من الإنجليز لمفتى الديار المصرية وكان وقتها الشيخ محمد بخيت المطيعى العضو في لجنة وضع الدستور، وقد أوحى الإنجليز له بهذه الفكرة من أجل إحداث الفتنة الطائفية في مصر وفى نفس الوقت اتصلوا ببعض المثقفين الأقباط وكانوا أعضاء في لجنة وضع الدستور أيضا وطلبوا منهم أن يطالبوا بتوزيع المناصب والوظائف العمومية في الدولة بالمحاصصة بنسبة واحد إلى اثنتى عشر لكن بالطبع لوجود حكماء في لجنة الدستور مثل سلامة موسى رفض هذه الفكرة، وقال: لا ينبغى أن ندخل البرلمان على أننا طائفة ومهما كان عددنا سيكون قليلا وبالتالى عند التصويت سيذهب ضد الأقباط لكن لن نطالب بالمبدأ الذي يقول به الإنجليز، وكان الإنجليز يريدون إحداث فتنة طائفية لأنهم كانوا لا يريدون الخروج من مصر بحجة حماية الإقليات وحماية الحقوق وهو ما تقوم به الآن الولايات المتحدة الأمريكية، فالمادة الثانية هي تكرار للعبة استعمارية استخدمتها بريطانيا لزرع فتنة طائفية في مصر من أجل البقاء، حتى إنهم في دستور 23 لم يضعوا المادة في أول جلسة بل كانت ترقم ب 149 وهى آخر مادة بالدستور بسبب أن الشيخ محمد بخيت عرضها في نهاية جلسات الدستور آنذاك وإذا بقيت هذه المادة مع المادة الثالثة سيكون هناك تعارض بين تطبيق المواطنة وتطبيق الشريعة الإسلامية التي يتباكى التيار الإسلامي على تطبيقها ويسخرون بها من البسطاء.

- وكيف ترى موقف حزب النور خاصة أنه يهدد بالانسحاب من الدستور؟
حزب النور للأسف ينتهج منهج الإخوان المسلمين، فالإخوان والسلفيون وجهان لعملة واحدة ولا يقلون سوءا عن الإخوان المسلمين وللأسف هم يقومون بذلك لأنهم يرون أنها فرصة يجب اقتناصها لكنهم أساسا انتهازيون وكل ما يميزهم عن الإخوان أنهم لا يوافقون على خلع الحاكم، وهؤلاء جذورهم تمتد للتيار الوهابى في المملكة العربية السعودية ولهم مبدأ أن الرئيس أو الحاكم يأتى من خلال مبايعة، لكن الأمر الآن مختلف فلا يوجد ما يسمى بالمبايعة والنظام العالمى الجديد لا يعترف بمبادئهم لأن البيعة تكون للخليفة وللملك والآن لا يوجد خليفة أو ملك.

- هل ترى أن الإخوان المسلمين سيكون لهم أي دور في الحياة السياسية القادمة؟
الحقيقة أنه إذا ما استمرت صحوة الدولة كما هي الآن من شرطة وجيش في ملاحقة باقى جسد الجثمان الإخوانى من بؤر إجرامية وإرهابية وتقديمهم للمحاكمة، فسوف تنتهى الجماعة للأبد ولن تقوم لهم قائمة وللأسف هناك كثير من الشعب مغيب ومنهم من أدرك حقيقتهم ومنهم من لم يدرك حتى الآن، وهذه الحقيقة أنهم متناقضون مع الموروث الثقافى في مصر وهى العادات والتقاليد التي هي موجودة من قبل حتى الإسلام والمسيحية، بحيث يمكننا أن نقول إن ما يجمع المصريين من عادات وتقاليد أكبر مما يفرقهم على مستوى العقائد والأديان، وواقعيا أرى أن جماعة الإخوان انتهت لأنها فقدت مصداقيتها في تدخلها في السياسة والصراع السياسي وفرضهم على الشعب خاصة أنهم كانوا يقولون باستمرار إن التجربة الإسلامية هي الحل البديل عن التجربة الليبرالية والاشتراكية لكنهم فشلوا تماما وإعادة بناء مصداقيتهم مرة أخرى يحتاج إلى أجيال.

- لكن لماذا لا يدرك البعض أن الإخوان المسلمين بتاريخهم مخالفون للمصريين ولا يمتون لهم بصلة؟
للأسف، الشارع به بسطاء كثيرون لا يدركون هذه الحقائق لأنهم يتحدثون باسم الدين وهؤلاء البسطاء للأسف يرون أن كل من يتحدث بالدين هو مؤمن به وحتى نتعرف على مدى تأثير الدين في تبوأ الإخوان حكم مصر في الفترة السابقة نتتبع منذ ترشيحهم للرئاسة حيث سطا الإخوان المسلمون على الحكم وسرقوا شعار ثورة يناير التي نادي بها الشباب وهى عيش وحرية وعدالة اجتماعية وأسسوا حزب الحرية والعدالة لإيهام الناس أنهم هم من قاموا بالثورة وبدأوا اللعب على المشاعر الدينية عند البسطاء وحصلوا على أصوات كثيرة في انتخابات مجلس الشعب ثم جاءت انتخابات الرئاسة وفاز محمد مرسي، وللأسف كان فوز الإخوان بسبب استراتيجية الدين افيون الشعوب واللعب به على البسطاء ولأن هذا جزء من التخطيط الاستراتيجي الأمريكى وهو بناء الشرق أوسط جديد على أساس تقسيمه لدول طائفية ولم يكن هناك غير الإخوان يقومون بتحقيق هذا المخطط لأنهم وجدوا أن الدين له عامل كبير في تفكير الشعوب العربية وأوهموا الناس بأنهم سيحكمون بالشريعة.

- لكن لماذا يتنصل قيادات الإخوان من انتمائهم للتنظيم كما فعل حجازى والبلتاجى؟
لأن المصريين كشفوا زيف الجماعة وعرفوا أسلوبهم في ادعاء التدين، وهذه حيلة جديدة أراد بها القيادات أن يفلتوا من عقوبات قد تصل للإعدام وهم لا يريدون تكرار حدوث سيناريو مبارك، ثم إن هذا معروف من تاريخهم وفيه أمثلة على أن بعض القيادات السابقة منهم إبان وجود البنا تنصلوا من انتمائهم للإخوان وهم بذلك يطبقون وصايا حسن البنا ودستورهم كتاب سيد قطب "معالم على الطريق".

- هل ترى أن الإخوان وذيلهم حماس لهم أيدى فيما يحدث في سيناء؟
ما يحدث في سيناء حقيقة ليس معزولا عن إسرائيل، وللأسف يستخدمون الإخوان وحماس والجماعات التكفيرية والجهادية فيها كأداة وخطأ أن نلوم حماس وإسرائيل منذ 2012 وهى تلعب لعبة مخابرات حربية مع مصر لأن لها عيونها من المنتمين لحماس في العريش ورفح والشيخ زويد وتستطيع أن تفعل بهم ما تشاء وهم يريدون من ذلك تنبيهك منذ أيام مرسي بأن دعمك للفلسطينيين خروج عن اتفاقية السادات مع إسرائيل ويستخدمون حماس ليقولوا لنا إن من ندعمهم هم من يقتلوننا وهؤلاء الجهاديون كانوا متواجدين منذ نشأتهم في حماس وعندما فشلوا في إقناع حكومة حماس بالحكم بالشريعة تخلو عنها وعملوا أربع فرق جهادية ومن هنا وجدت إسرائيل فرصتها معهم وبعد سقوط مرسي منهم من بقى في سيناء ومنهم من توجه للاشتراك في الجيش السورى الحر للقتال في سوريا.

- كيف كانت صفعة الفريق عبد الفتاح السيسي لأوباما وهل لها تأثير عليه؟
بكل تأكيد، الفريق السيسي أنهى كل مخططات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة كلها بل وأدى إلى إنهاء الصورة التي خلقها النظام الأمريكى لنفسه في العالم لأن الولايات المتحدة الآن أصبح فيها الصراع الحزبى محتدما بين ديمقراطيين وجمهوريين، خاصة أنه دفع 8 مليارات من أموال دافعى الضرائب للإخوان من أجل تسكين الفلسطينيين في سيناء والإخوان خرجوا من الحكم، فالأمر تكشف ومن هنا وجد الحزب المنافس فرصة للانقضاض على أوباما والآن أصبح أوباما بين أمرين أحلاهما مر إما أن يقال أو يقدم للمحاكمة والحقيقة أنه لن يكمل مدته لأنه الآن في أول عام له في المدة الثانية، ولذلك حتى يشغل الرأى العام قام بالتهديد بضرب سوريا وبالفعل نجح في صرف أنظار العالم عن هزيمته النكراء من مصر لكنه لن يفلت لأن الشعب الأمريكى في ثورة عليه لدعمه الإرهاب والحزب المنافس متربص به.

- لكن هل بالفعل تمت هذه الصفقة بين الإخوان وأمريكا لبيع سيناء؟
بالطبع الصفقة كانت حقيقية بمباركة من بعض الدول العربية وعلى رأسها قطر والمشروع أعدته إسرائيل وعرضته الولايات المتحدة على قطر وتركيا وكانوا هم الوسطاء ووافق عليه الإخوان قبل وصولهم للحكم تحت مسمى مشروع تصفية القضية الفلسطينية بالأراضى العربية، وكان المشروع عبارة عن تنازل مصر عن رفح والشيخ زويد والعريش ليمتد قطاع غزة حتى نهاية العريش دون أن تتنازل إسرائيل عن شبر واحد من الأرض وتقوم تحت غطاء تبادل مشروعات قومية بتمويل من البنك الدولى وبعض ميزات أخرى.

- هل تتوقع الفريق السيسي رئيسا قادما؟
لا أتوقع هذا، لكن إذا قرر الترشح فسوف يكسب بلا منازع لكن الأفضل أن يبقى وزيرا للدفاع لأنه أقوى من الرئيس لأنه مراقب للطريق لكن بصفة عامة لا يوجد في مصر الآن من يستحق أن يكون رئيس مصر ونتمنى أن يظهر من هو جدير بهذا الأمر وأنا أعتقد أن الرئيس القادم قد يكون ذو خلفية عسكرية.
الجريدة الرسمية