رئيس التحرير
عصام كامل

إنسان شوهه الزمان


فى حوار اليوم مع أحد أصدقائى قال إن الناس اتغيرت وأصبحت الأنانية والمصالح هى المحدد لكل المعاملات حتى قال "إننى أعيش فى غابة لا مجال للطيبة ولا للرحمة وإنما المجال للفلوس واللى تغلب به ألعب به وإن كل من يتكلم عن الناس الكويسة فى مجتمعنا هو يتكلم عن خيال".


سألته إيه رأيك فى نفسك؟ وفى إخوتك؟ وفى والديك؟ قال احنا طيبين وبنخاف ربنا قلت له وأيضا هناك الكثير من الناس طيبة ويخافون الله.

سألته لو كل واحد مننا فكر التفكير ده هيحصل إيه؟ قالى مش هيبقى فى ثقة خالص.

قلت انت جعلت الناس يفقدون الثقة حتى فى أسرتك الطيبة أيضا وهذا غير حقيقي فكل مجتمع فيه الصالح وفيه الطالح .. مثل ما أسرتك طيبة هناك أسر كثيرة وراء الأبواب ولو أنهم يعيشون الآن فى عزلة إلا أنهم موجودون معنا ولا يعكس ما نراه فى الشارع سلوك كل الناس فأصابع اليد الواحدة مختلفة.

قال: مسير الزمان يغير أفكارك وتقتنع إن الناس مش زى ما أنت فاكر وإنك لازم تعيش وسط غابة تتغدى بالناس قبل ما يتعشوا بيك .

قلت له: لا أستطيع أن أتعامل مع إنسان يظن أننى سأتعشى به فيسرع بأن يتغدى بى لا أستطيع أن أعيش كالراكض بين الوحوش فى البرية.

قال: هكذا حال الدنيا استمر على ما أنت فيه وسأستمر على ما أنا فيه والزمان سيثبت لك الحقائق.
إن النفوس شوهتها أفعال الزمان بها حتى غير حال الحياة لتصبح الأقرب إلى صفات الغابة بعدما كانت دنيا،  ولم تتحول الدنيا من نفسها وإنما أعذره فيما قال فكلامه ينبع من مآسى لا أشعر أنا بها .. وقد أكون لم أجربها .. إلا أن ما أيقنته أن ما هو فيه .. هو أثر ظلم إنسان لأخيه الإنسان .. جعله يظلم لينتقم من كل الناس لأنه لم يقتص إلى الآن ممن ظلمه.

فلنتوقف عن تحويل الناس الطيبة بأفعالنا إلى وحوش كاسرة باستضعافهم والنيل من كرامتهم وقهرهم، ولنبقى على ثروة المجتمع التى تنبت نبتا طيبا صالحا لنا .. حتى لا نجد بعد مرور السنين أنفسنا فى مجتمع المستحيل .

الجريدة الرسمية