كوارث مثلث الشر
عامان مرّا على ثورتنا المباركة، خلالها شهدت مصر مؤامرات من قوى محلية ودولية، لتنطبق المقولة الشهيرة "الثورات يفجّرها الأحرار، ويجنى ثمارها الانتهازيون".
فى الأيام الأولى للثورة كان مبارك يسعى بكل نفوذه وجبروته إلى التمسك بالحكم، وساعده رجاله المنتفعون من حاشية الفساد والإفساد، وظهر مثلث الشر: الإخوان والمجلس العسكرى ومبارك، حاولوا بكل قوة إجهاض الثورة، ووأدها فى مهدها، وفى الوقت الذى كان مبارك يستعطف الشعب، بخطابه التليفزيونى، كانت عصابته تعد العدة لقتل الثوار، وبعد الخطاب بساعات كان البلطجية يمتطون الخيول والجمال ويحملون السيوف ويتجهون إلى ميدان التحرير، وقد صدرت أوامر المجلس العسكرى للضباط بالسماح للمهاجمين باقتحام الميدان، وقتل الثوار, ولأن الإخوان متواطئون مع المجلس العسكرى، فقد اقتحم البلطجية بخيولهم وجمالهم وأسلحتهم الميدان وأعملوا القتل، فى الوقت الذى كان ضباط الجيش يشاهدون المعركة باستمتاع غريب، يؤكد أن طنطاويهم وعنانهم وعصّارهم وعطّارهم وحمدى بدينهم، هم رجال مبارك الأوفياء له لا للوطن، وهو ما تأكَّد بعد ذلك فى شهادة طنطاوى وعنان فى المحكمة وتبرئة مبارك من تهمة قتل المتظاهرين، أما الإخوان فقد سارعوا بلقاء عمر سليمان وعقد صفقة تسلّمهم الحكم برعاية أمريكية ورضى إسرائيلى، وخرج قادة الإخوان ليعلنوا أنهم يطالبون بإلغاء حالة الطوارئ، التى كانت أقصى أمانيهم.
ثم تواطأ المثلث فى مجازر محمد محمود الأولى والثانية وماسبيرو ومجلس الوزراء، ثم الاتحادية، إذ قتلت ميليشيات الإخوان عددًا كبيرًا من المتظاهرين السلميين.
وجرت فى نهر الثورة دماء كثيرة لشباب أطهار، ليبدأ الإخوان فى إحداث أزمات متتالية، بالتعاون والتنسيق مع المجلس العسكرى، حتى يكره الشعب الثورة والثوار، والاستعانة بخبراء إعلام يوالونهم للترويج لهذه الفكرة، وبقنوات فضائية لا يعلم أحد مصدر تمويلها، وبمذيعين متحولين، يعشقون لعق الأحذية مقابل زيادة أرصدتهم البنكية، وأزمات الخبز والوقود والانفلات الأمنى غير المسبوق، ونهب المتاجر ومكاتب البريد وتثبيت المواطنين على الطرق وسرقتهم بالإكراه وسرقة السيارات واختطاف مواطنين وطلب فدية, كنا فى مرحلة سيولة كاملة لمفاصل الدولة، وما زاد من خطورة الموقف تهريب الأسلحة وبيعها علنًا فى الشوارع والميادين وظهور صواريخ مضادة للطائرات والدبابات فى أيدى المواطنين.
أنصار مبارك لا يزالون يعملون بكل طاقة لهدم الدولة، والقرارات المتضاربة لمرسى وقنديله تسير فى ذات الاتجاه، تفكيك مفاصل الدولة وأخونتها برعاية المرشد، لا أحد يهتم بتحسين معيشة الشعب، بل لا يفكرون فى حل الأزمات الحادة والطارئة والكوارث المتتالية، من حوادث قطارات وانهيار عمارات، وصرف تعويض لأسرة ضحية القطار بقيمة عشرة آلاف جنيه، وهو مبلغ يساوى نصف ثمن جاموسة.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.