الدستور فى المنتدى الثقافي المصري
فى المنتدى الثقافى المصرى بجاردن سيتى كانت هناك ندوة لمناقشة الدستور وكان يناقش فيها الدكتور أحمد خيرى إمام، من لجنة الخمسين، وهو رجل دمث الخلق هادئ الطباع وكان بجواره على المنصة، الأستاذ رجب هلال حميدة وبجواره الدكتور سعد الدين إبراهيم وأربعة آخرون لا أتذكر أسماءهم وفتح الحوار الدكتور سعد عندما سُأل عن مبادرته ولماذا تراجع عنها قال تراجعت عن مبادرتى للهجوم الشديد الذى قابلته حتى من أولادى وزوجاتهم فكان واجباً أن أعتذر وبدأ يشرح مبرراته التى جعلته يقدم على تلك المبادرة والتى لم تقنع أحدا من السادة الحضور ولكنه كان خفيف الظل، مرحا وقد أعطى الندوة مذاقا ممتعا بقفشاته المعهودة وردوده على أسئلة الحضور التى كانت كثيرة والتى أرغمته على الاستمرار فى الندوة رغم ارتباطه بمواعيد أخرى وسُئل الدكتور أحمد خيرى على كثير من بنود الدستور فأجاب ووعد بتلبية كل ماسمعه وعندما اعترضت إحدى الحاضرات على بعض من لجنة الخمسين وتكلمت عن إحداهم بطريقة تهكمية رفض الاستماع، وقال، لن أستمر فى ندوة يغتاب فيها أحد، وهب بالانصراف عند حدوث فوضى بالقاعة إلا أنه استجاب لتوسلنا له بتكملة الندوة.
وجاء دور الأستاذ رجب هلال حميدة، الذى حينما أمسك الميكرفون بدأ يتكلم بطبيعته المعروفة والمحببة لكل الناس، وبأسلوب ولاد البلد، وكان حينما يتكلم ينظر فى أعين الحضور، وكأنه يحاول أن يُشعر كل فرد أنه الوحيد الذى يتوجه إليه بالكلام وكان يذكر الأشخاص بأسمائهم وكأن كل الحضور من أصدقائه المقربين أعتقد أنه لم يقصد هذا الأسلوب الذكى فى الخطابة ولكنه الذكاء الاجتماعي الفطري.
وجاء دور أحد الجالسين على المنصة وهو تابع لمنظمة حقوق الإنسان لا أتذكر اسمه ليس تجاهلا مني، ولكنه ضيق الوقت الذى لم يمكنى من التعرف عليه فعندما سألته إحدى السيدات النوبيات عن وضع النوبة فى الدستور كانت إجابته صادمة لهذه السيدة ورجل نوبى كان معها، جاءوا من النوبة لحضور المؤتمرات وتوصيل صوت النوبين إلى المسئولين فى حقوق الإنسان وصانعي الدستور.
قال لهذه السيدة، إن مشكلة النوبيين، هم من صنعوها بأنفسهم لأنهم يميلون كل الميل للسودان ويريدون الانضمام إليها وهو لديه المستندات الدالة على ذلك وفجأة انقلبت القاعة بصريخ شديد من هذه السيدة وهذا الرجل النوبي اللذين أرادا أن يفتكا بالرجل لولا تدخل الأستاذ رجب هلال حميدة، الذى أمسك ثانياً بالميكروفون وبدأ يمدح فى النوبة وأهالى النوبة وبخفة ظل هدأ الموقف وأجلس المعترضين مستغلاً موهبته فى الخطاب الدينى و تأثيره على الحضور .
وجاء دورى فى السؤال وكان سؤالى موجها إلى الدكتور أحمد خيرى إمام، بصفته واحدا من لجنة الخمسين، فقلت له، واضع الدستور فى مصر يهتم بكل نواحى الفرد فى مصر وهذا عظيم جدا، ولكنكم يا سادة نسيتم هذا الفرد نفسه الذى تحيكون من أجله كل بندود الدستور هذا.
فإذا نظرنا على طعام المواطن المصرى نجده بلا رقابة فالغذاء مليء بالمبيدات السامة نأكل الموت ونصدر للخارج الطعام المزروع فى المزارع المخصصة للتصدير والمراقبة داخلياً من قبل أصحاب المزارع أنفسهم والتى يهمهم المكسب وعدم إعدام رسالتهم من قبل البلاد المستوردة إذا كانت متبقيات المبيدات فى الرسالة تعدت الحد المسموح به أو احتواءها على مركبات سامة بصفة عامة بمعنى أننا نصدر الحياة للغرب وندخر لأنفسنا ولأحفادنا الموت.
وتكلمت عن العشوائيات وحق المواطن فى أن يعيش فى بيئة نظيفة خالية من التلوث بكل أنواعه سمعى بصرى غذائى هوائى إلخ فأين الدستور من هذا؟
فكان الدكتور أحمد يكتب ما أقوله ووعدنى بذكر كل ما طلبته فى اللجان القادمة وأشعرنى بصدق نيته فيما وعد.
ولم أنس الأستاذ عبد العزيز سمير منظم الندوة بالشكر على هذه الندوة الرائعة.