رئيس التحرير
عصام كامل

الحرافيش للببلاوى: كدنا نموت جوعا!!

فيتو

ظننت أننى - عقب ثورتين- سوف أكف عن الكتابة في تلك المساحة.. وتوقعت أن يكف الحرافيش عن كتابة رسائلهم التي تملأ صفحة الإيميل الخاص بى.. وتخيلت أن سطورهم التي تصف معاناتهم سوف تندثر.. فقد كنت أتوقع لهم عيشا كريما يعقب تلك الثورات الشعبية المتلاحقة.. إلا أننى قد لاحظت زيادة عدد الرسائل الأسبوعية.. وتعددا في صنوف المعاناة.. وفقدانا في الأمل الذي كان قد امتلك قلوبهم لفترة ما.. ومشكلات تتفاقم مع مرور الأيام.. هذا ما لاحظته واستكشفته من قراءتى لرسائل الحرافيش التي وصلتنى هذا الأسبوع.. وخاصة عندما قرأت هذه الرسالة التي اخترتها من بين كل الرسائل لأنشرها لكم هذا الأسبوع.. دون حذف أو إضافة.. فإلى نص الرسالة:

عزيزى الحرفوش الكبير...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أنا ياعزيزى أتابع بصفة أسبوعية كل ما يُنشر من رسائل أمثالنا الحرافيش في تلك المساحة.. وكم تمنيت ألا يأتى يوم وأكون واحدا ممن سيراسلونك لوصف معاناتهم.. وكان لدي أمل في أن تتحقق هذه الأمنية.. خاصة عقب ثورة 25 يناير.. إلا أن هذا الأمل كاد أن يتراجع مع عام كامل من المعاناة في كل أوجه الحياة التي شهدناها على يد الإخوان المسلمين وحكم محمد مرسي..
في هذه الفترة كدت أن أفقد هذا الأمل.. وكم من مرة جلست لأكتب لك معاناتى في رسالة إلا أننى أعود وأكف أملا في التخلص من حكم الإخوان.. الأمر الذي حدث بالفعل.. وتوقعت بعده أن يكف جميع الحرافيش عن مراسلتك.. بل توقعت ألا أرى هذه المساحة المخصصة لنا في ملحقكم الساخر بجريدة «فيتو» نهائيا.. لما كنت آمله فيه من تغيير بعد ما لمحته وعشته في ملحمة 30 يونيو.. من تلاحم كل أطياف الشعب.. إلا أن سهم الأمل عاد ليأخذ طريق التراجع.. يشده بقوة اعتصام الإخوان في رابعة والنهضة..
وحتى بعد أن اجتمع الشعب - وخاصة نحن الحرافيش -على تفويض السيسى لمقاومة الإرهاب وفضه لتلك الاعتصامات - ولو بالقوة- ظل سهم التراجع مشدودا لأسفل بفعل المظاهرات الإخوانية ومحاولاتهم اغتيال بعض الشخصيات العامة وإرهابهم للمواطنين في جميع المحافظات في الوقت الذي تكتفى قوات الجيش والشرطة بالقبض على رموزهم وإضاعة الوقت في البحث عنهم..
متناسين أن هؤلاء الإرهابيين مثلهم مثل الشجرة الخبيثة التي زُرعت في قلب الوطن يجب اجتثاثها من فوق الأرض حتى نبدأ الحياة دون ضجيج.. وأصبح حالنا الواقف احتراما لوقف الحال أكثر اجتهادا في الوقوف.. وأصبحنا نحن ننام من السابعة مساء احتراما لحظر التجوال الذي فُرض علينا وقبلناه بصدر رحب.. حتى يأتى يوم قريب ونقف نحن للعمل وينام الحال مطمئنا سعيدا بمشاهدة أبنائنا وهم يأكلون ويمرحون ويلبسون ويلعبون كباقى أبناء شركائنا في الوطن..
فكثير من شركاء الوطن لا يعانون من حظر التجوال ولا من وقف الحال ولا حتى من تظاهرات الإخوان.. فرصيدهم في البنوك ورواتبهم الضخمة التي ينتظرونها كل شهر كفيلة بأن تجعلهم لا يدركون معاناتنا نحن الفقراء.. والذي يزيد الهم هما والكدر كدرا هو وجود حكومة لا تعمل ولا تنتج بحجة أنها انتقالية..
رغم أننى ياسيدى لا أرى أن تلك الحكومة انتقالية وليس من شأنها وضع خطة للعمل والإنتاج وإعادة الحياة لفصيل من الشعب أوشك على الموت جوعا.. وهو فصيلنا نحن حرافيش هذا الوطن.. فكيف ياسيدى لحكومة ستشهد وضع دستور جديد وفى عهدها سيتم انتخاب مجلس شعب جديد وخلال وجودها سيتم انتخاب رئيس جمهورية جديد وعلى يدها ستتشكل ملامح دولة جديدة وبعد ذلك تصف نفسها بالانتقالية ؟!
.. أم هي انتقالية فقط عندما نطالبها بحقوقنا في العيش ؟!.. أم أنها اطمأنت لفكرة أن الشعب اتفق فيما بينه على عدم التظاهرات الفئوية.. أم لأنها لا تسمع في وسائل الإعلام الفضائية - والأرضية بالطبع- من يطالبها بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية؟!
أنا ياسيدى كدت أجن من كثرة هذه التساؤلات.. ولم أجد بدا في أن أفعل ما كنت لا أنوى فعله؛ وهو إرسالى لك تلك الرسالة وانتظار نشرها بعد أن تجد لى ولو إجابة واحدة لتساؤلاتى.. ياسيدى إذا نشرت رسالتى هذه فأرجو أن تكتب في أسفل متنها نداء لرئيس الحكومة حازم الببلاوى مفاده أننا نريد أن نعيش ! فلقد كدنا نموت جوعًا!!
الجريدة الرسمية