108 شارع النيل
أحيانا تخونك الذاكرة.. تضعك في مواقف محرجة مع أناس تعتز بصداقتهم، تجبرك على الدفاع عن خطأ غير مقصود أو تقصير مرتبط بضغوط دولاب العمل.
هذه ليست محاولة للاعتذار ولكنها استدراك لخطأ بشرى تسبب في غضب عدد من الزملاء، وربما تكون فرصة للكتابة عن شىء جميل في زمن ساد فيه القبح وتصدر فيه أنصاف الموهوبين طليعة صفوف المهنة.
الحكاية دون لف أو دوران، أننى مدين بالاعتراف بفضل مجموعة من الزملاء في مؤسسة "فيتو"، على النجاح الذي حققته البوابة الإلكترونية ووصولها إلى الرقم "46" في ترتيب المواقع الأكثر زيارة في مصر.. ذلك النجاح الذي تقف خلفه كتيبة من الجنود المجهولين كل همهم نقل الخبر إلى القارئ في أسرع وقت ممكن وبمعايير مهنية لا تنحاز إلى طرف على حساب آخر.
ولأننى من المؤمنين بشكل شخصى أن أساس أي نجاح مدى قدرة فريق العمل على التناغم، أكتب اليوم عن أسماء بارزة في تجربة "فيتو"، كان لها دور ملموس في إثراء المحتوى الإخبارى وفى توفير مناخ صحى للعمل الجاد المبنى على التنافس الشريف بين كل الزملاء.
البداية هذه المرة، من عند عم لطفى مسئول البوفيه بالجريدة ــ أو رئيس مجلس الإدارة كما يلقبه دائما رئيس التحرير ــ والذي يمتلك خبرات طويلة في العمل الصحفى تؤهله لرئاسة تحرير أي مطبوعة، فقد قضى عم لطفى رحلة طويلة في بلاط صاحبة الجلالة ولديه دراية كاملة بتفاصيل العمل الصحفى ويعد مخزن أسرار المؤسسة، وفى نهاية كل شهر يتحول عم لطفى إلى مصدر من أهم مصادر الأخبار ويتسابق الجميع على نيل رضاه لمعرفة موعد صرف المرتبات والحوافز.
ومن عند عم لطفى، وتحديدا من العقار رقم 108 شارع النيل يبدأ يوم العمل في "فيتو"، حيث يحرص أغلب الزملاء على بدء اليوم بكوب شاى أو فنجان قهوة، وفى البوفيه تجد الزميل أيمن عبدالتواب رئيس قسم الديسك زبونا دائما.. أيمن منوفى كما قال الكتاب مشغول طوال الوقت بالأكل والشاى وفى أوقات فراغه يمارس مهام عمله في إدارة أعضاء فريق الديسك !!
الزميل تامر عبدالعزيز، مسئول الشفت المسائى حالة صحفية فريدة لا وقت لديه سوى للعمل مهموم بالتفاصيل إلى أبعد الحدود.. صامت طوال الوقت، كلما داعبته بجملة شهيرة لا يفهمها سوانا ابتسم وأحمر وجهه خجلا.. تامر عمل لفترة طويلة في جريدة الحزب الوطنى وربما كان ذلك هو السبب في حبه الجارف للفريق السيسى وكرهه الواضح للإخوان والمتعاطفين معهم.
لا يختلف الزميل ياسر نصر، كثيرا عن تامر يجمع بينهما حب العمل والاهتمام بتغطية أبعاد الخبر وانعكاساته على كل الأطراف إلا أن أهم ما يميز ياسر قدرته الفائقة على صياغة أفضل العناوين الصحفية بطريقة السهل الممتنع.
صديقى المشاكس محمود الشهاوى، مسئول شفت المبيت موهبة صحفية شابة.. ملم بتفاصيل المشهد السياسي بكل أبعاده.. يذوب عشقا في صاحبة الجلالة.. الشهاوى واحد من شباب الثورة الأنقياء رافض لكل النتائج التي وصلنا إليها ويرى أن مصر تستحق الأفضل.
حسن السنين.. هكذا يحب الزميل حسن محمود رئيس قسم المالتي ميديا أن أناديه.. حسن موهوب بالفطرة نجح خلال فترة وجيزة في إعداد كتيبة من الزملاء المتخصصين في المالتي ميديا بإمكانيات بسيطة للغاية.. وساهم هو وفريقه في النهوض بالعمل داخل الموقع.. عيب حسن الوحيد "الرومانسية المفرطة".
من الغرفة التي يدير منها حسن فريق المالتي ميديا بزغ نجم الزميل مصطفى هشام، الذي يترأس حاليا قسم السوشيال ميديا.. مصطفى بارع في استخدام أدواته ويشم رائحة الخبر الجيد ويحرص دائما على التواصل مع رؤساء الأقسام بشكل دائم لمعرفة الخبطات الصحفية لكل قسم.
ويعاون حسن ومصطفى مجموعة من الموهوبين منهم محمود رجب الولد الشقى وريمون نبيل الفتى المدلل وعبدالله محمد عبقرى السوشيال ميديا ومازن شاهين نجم المونتاج ومحمود عبدالمنعم دينامو المالتي ميديا.
وفى صالة التحرير، هناك خلية نحل من قيادات الصف الثانى بالمؤسسة من بينهم الزميل عبدالرحمن أيمن نائب رئيس القسم السياسي الذي يتمتع بقدرات صحفية وإدارية عالية ويعرف جيدا كيف يدير كتيبة محررى الشئون السياسية.. ونجح عبدالرحمن خلال فترة وجيزة للغاية في نيل ثقة قيادات المؤسسة رغم أن خبرته في العمل الصحفى تعد على أصابع اليد ويحسب له نشاطه الدائم وقدرته على تجديد أفكاره وأدبه الجم.
لا يقل الزميل محمد البرمى، مسئول الملف السلفى كفاءة عن زميله عبدالرحمن فهوا واحد من أفضل المحررين بالقسم السياسي، ورغم أنه دائم الشكوى من معاملتى له إلا أننى اعترف له لأول مرة أنى أحبه وأثمن مجهوده ونشاطه ونجاحه في الإلمام بكل ما يخص السفليين في مصر في فترة وجيزة للغاية.. البرمى إنسان نقى رغم أنه منوفى عتيد!!
إسلام زقزوق، نائب رئيس قسم الحوادث واحد من الجنود المجهولين في صفوف "فيتو"، يحظى بثقة مفرطة من رئيس قسمه.. زقزوق شاب زكى في مقتبل عمره انضم إلى المؤسسة بالتزامن مع تدشين البوابة الإلكترونية ونجح سريعا في إثبات جدارته وتفوقه المهنى رغم حالة الرومانسية التي يعيش فيها طوال الوقت والتي لم تفلح خطيبته في إخراجه منها.
على بعد خطوات قليلة من إسلام، يجلس الزميل إبراهيم جمال مايسترو قسم الاقتصاد يمارس طقوسه اليومية في متابعة حركة مؤشرات البورصة وحجم التداول ويقدم للقارئ وجبة دسمة عن أسعار الفائدة وحجم الاحتياطي النقدى ومدى ارتباط ذلك بالمواطن البسيط.. إبراهيم من الأعضاء المؤسسين في "فيتو"، وشارك في العدد الأول من الجريدة الذي صدر قبل ما يقرب من العامين.
الزميل أحمد كحيل، القائم بأعمال رئيس القسم الخارجى ــ لحين العثور على رئيس قسم ــ إنسان في منتهى الطيبة .. كحيل "ابن ذوات" من أعيان إمبابة ابن وحيد لأبيه ورغم ذلك تجده أول من يسأل عن موعد صرف المرتب في نهاية كل شهر!!!
على عكس كحيل تماما تجد الزميل محمود المسلمى نائب رئيس قسم الأخبار.. شرقاوى أصيل.. يتمتع بهدوء أعصاب غريب يحتاجه كل من يتعامل مع محررى قسم الأخبار الذين نجح المسلمى مع رئيس قسمه في إثقال موهبتهم الصحفية.