الشعب فى مواجهة الاخوان
قبل ٣٠ يونيو ٢٠١٣، لم يواجه الشعب المصرى الإخوان أبدًا بل واجهتهم الحكومات المتعاقبة طوال تاريخهم الدموى، فكانت أول مواجهة حكومية حقيقية مع تنظيم الإخوان سنة ١٩٤٨، بعد أن انكشفت محاولة تكوين جيش مسلح خاص بها في حرب فلسطين، تحت زعم الجهاد ضد العصابات الصهيونية، بينما كان هدفها الأصلى امتلاك ذراع عسكرية مسلحة تستطيع الاستيلاء بالقوة على الحكم في مصر عند عودتها، فسارع النقراشى بحل الجماعة، واعتقل قادتها وصادر ممتلكاتها فاغتالوه.
ولما ضاع حلم تكوين الجيش الحر الخاص بالإخوان، قرروا اختراق الجيش المصرى نفسه، وبعدما ظهر تآمر الإخوان على عبد الناصر سنة ١٩٥٤ كانت المواجهة الحكومية الثانية معهم، فتم التنكيل بهم ولم يعرفوا لهم مكانًا غير السجون والمعتقلات، حتى انتهى حكم عبد الناصر.
وفيما عدا سنوات الهدنة القليلة أيام حكم السادات الذي اغتيل بواسطة أحد أجنحتهم، لم يجدوا إلا المواجهات الحكومية والضربات الأمنية الصارمة حتى نهاية حكم مبارك، وعندما تمكنوا من سرقة ثورة يناير والاستيلاء على حكم مصر، مستغلين التعاطف الشعبى معهم ضد النظام السابق، قادهم غباؤهم السياسي إلى مواجهة المجتمع المصرى ذاته، نتيجة سياساتهم الحمقاء في أخونة المجتمع، ومعاداة كل الفصائل السياسية والمجتمعية.
وتسببت وجوه قياداتهم المكروهة والباهتة وخطابهم السياسي المستعلى والفشل في الإدارة والاقتصاد في فقدان تعاطف المصريين معهم، بل وفي استعدائهم، فلما خرج الشعب في ٣٠ يونيو كان يعبِّر عن رفضه الواضح والنهائي لوجود تلك الجماعة، بينما صورت لهم سذاجتهم السياسية أن المواجهة كما كانت سابقًا مستمرة مع نظم الحكومات وسياساتها .
في حين صارت المواجهة الفعلية مع كيان الشعب ذاته الذي استرد حقه في تفعيل مواقفه السياسية المباشرة، وما إصرارهم على مواجهة الهيكل الحكومى بالإرهاب واستهداف شخص وزير الداخلية إلا تعبيرًا عن غبائهم الاستراتيچى وعدم استيعابهم لواقع المواجهة المستجدة مع إرادة الشعب المصرى..
إن الضربات الحكومية الباطشة لهم على مر السنوات لم تؤت أُكلها لانفصالها عن إرادة المصريين، بينما الضربة الأكبر والتي جعلتهم يترنحون وتدفعهم الآن تجاه السقوط الفعلى.. كانت ضربة الشعب في يونيو!