رئيس التحرير
عصام كامل

الملك عبدالله الثاني: الأردن مع الحل السياسي في سوريا

 العاهل الأردني الملك
العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني

أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ضرورة الوصول إلى توافق عربي ودولي لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية ويضع حدا لخطر الأسلحة الكيماوية وللاقتتال والعنف، ويطلق عملية سياسية تلبي طموحات السوريين جميعا، وتضمن مشاركتهم وتمثيلهم حماية لوحدة سوريا أرضا وشعبا.


ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي اليوم الأحد، عن الملك عبدالله الثاني الذي يزور الصين حاليا، قوله "إن الأردن سيعمل مع المجتمعين العربي والدولي لوقف نزيف دماء الشعب السوري وإنهاء معاناته التي تتفاقم يوما بعد يوم".

وأضاف الملك عبدالله الثاني - في حديث أدلى به لوكالة أنباء (شينخوا) الصينية بمناسبة زيارته الحالية لبكين - "إننا حذرنا من خطورة استمرار العنف في الشقيقة سوريا، والأردن يراقب التطورات وما ستؤول إليه الأمور بحذر شديد، وسنتصرف بما يضمن حماية مصالحنا الوطنية وأمن واستقرار وطننا وشعبنا".

ونبه إلى أن الأوضاع الخطيرة في سوريا فرضت للأسف واقعا صعبا على الأردن، لكنه أصعب بكثير على الأشقاء السوريين، خاصة الذين أجبروا على ترك بيوتهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم أمام خيارات محدودة.. قائلا "من طرفنا فهذه تعد مسئولية إنسانية وأمانة والاستمرار بأدائها يستوجب استمرار الدعم الإغاثي الدولي".

وتابع "إننا ندرك تماما تداعيات هذه المسئولية التي يتحملها الأردن والأردنيون.. ولذلك نعمل بالتعاون والتنسيق مع المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي يحافظ على وحدة واستقرار سوريا.. ويضمن استمرارية أدوات البنية التحتية للدولة السورية في رعاية مواطنيها بما يحفز أشقاءنا السوريين ليس في الأردن فقط بل في جميع دول الجوار على العودة لحياتهم الطبيعية في بلدهم".

وأردف "أنه مما لا شك فيه أن هذه الأزمة وضعت الأردن أمام تحديات كبيرة يتحملها نتيجة الخدمات الإغاثية والإنسانية التي يقدمها لما يزيد على نصف مليون لاجيء سوري يتواجدون على أراضيه (أي قرابة 10% من سكان الأردن)..ولتقريب الأرقام لأصدقائنا الصينيين فإن الوضع يشبه لجوء قرابة 130 مليون شخص إلى الصين خلال فترة عامين".

ولفت إلى أن هذا الواقع فاقم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في الأردن، ولا بد من مضاعفة الجهد الدولي حتى تتمكن المملكة من الاستمرار في القيام بمسئولياتها الإنسانية تجاه الأشقاء السوريين".

وحول استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، وهل يشكل ذلك خطرا على الأردن بحكم الجوار؟.. أجاب الملك عبدالله الثاني قائلا "آلمنا جدا استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين الأبرياء والأطفال، ما يدل على أن الصراع في سوريا وصل إلى مراحل خطيرة جدا وغير مسبوقة".

وأضاف عاهل الأردن "إننا حذرنا من أن طول أمد النزاع في سوريا يزيد من العنف والتطرف، وفرص وقوع الأسلحة الكيماوية بالأيدي الخطأ، وتحول النزاع لصراع إقليمي بأبعاد طائفية".

وشدد على أن الأردن على أهبة الاستعداد للتعامل مع مختلف الظروف والتطورات الأمنية والإغاثية والذود عن أرضه وشعبه وأمنه الوطني.

وقال "لن نسمح أبدا بأن يتعرض الأردن – لا قدر الله – لأي شيء يهدد أمنه واستقراره..فجيشنا الأردني وأجهزتنا الأمنية مشهود لها بالحرفية والكفاءة العالية، وهذا مصدر ثقتنا كأردنيين".

جدير بالذكر أن الأردن يستضيف على آراضيه ما يزيد على 550 ألف لاجيء سوري منذ اندلاع الأزمة السورية في منتصف مارس 2011.. ومن المتوقع زيادة هذه الأعداد خلال الفترة القادمة على خلفية التطورات الحالية في سوريا.
الجريدة الرسمية