رئيس التحرير
عصام كامل

شمس كل صباح


تشرق شمس كل صباح مع تخوف من أحداث جديدة محتملة قد تحدث على الساحة فى ظل حكومة مكتوفة الأيدى ورئاسة لا تنظر لما يحدث من سفك دماء المصريين يومياً.


ولقد انتابنا شعور الخوف وعدم الأمان بعد تلك الأحداث المريرة، التى شهدتها محافظة الاسكندرية وشبرا والقناطر وغيرها من باقى المحافظات، وأحداث القطارات ومترو الأنفاق الذى أصاب العشرات وتم التعتيم عن أحداثه، فكل هذا يجعلنا نعيش فى حالة قلق وخوف من مصير مجهول فى أيد غير أمينة على البلاد.

إن سياسة الناس وإدارة شئونهم وتنظيم علاقاتهم وتوجيه سلوكياتهم، من أعظم الأعمال فى حياة المجتمعات والشعوب والحضارات والأمم، فقد اقتضت سنة الله فى خلقه أنه لا يصلح حالهم ولا تستقيم حياتهم إلا فى ظل وجود الحاكم أو الأمير أو الملك أو الرئيس والزعيم، فيقيم فيهم العدل ويدفع الظلم وينظم الحياة ويمنع الفوضى ويحافظ على الحقوق وينصح لأمته وشعبه، يأمن فى وجوده الخائف ويقوى الضعيف ويرتدع الظالم وتصان الأعراض وتعصم الدماء وتقام الحدود ويحفظ الدين، فإذا لم يكن فى حياة الشعوب والمجتمعات والدول من يتولى إدارة حياتهم تحولت إلى فوضى وصراعات واختلافات لا تنتهى ولا تقوم بعدها حياة.

السؤال هنا كيف سيكون الحال إذا اشترى الحاكم الأسلحة ووسائل التدمير والخوف والرعب من أموال الشعب، ثم سلطها على شعبه يسفك الدماء ويهلك الحرث والنسل ليبقى حاكماً ورئيساً؟ هل يعقل هذا وهل وصل الإنحراف فى فهم هذا المنصب وتبعاته والحرص عليه إلى هذه الدرجة من الإنحطاط الأخلاقى والقيمى فى النفوس ؟.

رسالة.. يا أيها الحاكم .. أين مراقبة الله والخوف منه ؟ وأين الاستعداد للقائه ؟ وهل يعتقد هذا الحاكم أن سيخلد ؟ وأنه سيكون فى مأمن من الله وبطشه وعقابه ؟ ولماذا لا يعتبر بمن سبقه وجمع الأموال وبنى القلاع والقصور ودرب الجيوش وجاء بالاتباع ثم جاء أمر الله فلم يغنى عنه من الله شيئاً؟

أين الوطنية التى ناديتم بها طوال حياتكم، ألا يستحق هذا الوطن أن يعطى حقه من الرعاية ؟

ألا يستحق هذا الشعب أن يحيا كشعوب الأرض ويسود حياته العدل والقانون والأمن والحرية والكرامة ولن يطالبكم أحد بالرحيل أبداً، نريد من سيادتكم مراعاة أبناء هذا الوطن والحفاظ على كل نقطة دماء تنزف على أرض مصر كل يوم، نريد أن نكون مثل أبنائكم تحافظون على أبناء هذا الوطن مثلهم تماماً .
الجريدة الرسمية