الحريري: لا يوجد حساب للشعب السوري في قاموس الكبار
اعتبر سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رئيس تيار المستقبل أن الشعب السوري ليس له حساب في قاموس الكبار، حتى لو سقط منه مليون قتيل، وتم تدمير دمشق وحلب وحمص وحماه وكل سوريا عن بكرة أبيها.
ولفت الحريري - في مقال نشرته جريدة /المستقبل/ الناطقة باسم تياره اليوم الجمعة – إلى الجدل العالمي حاليا حول استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، مشيرا إلى أن الموضوع هو السلاح وليس من يقتل بهذا السلاح.
كما لو أن هناك من يريد أن يقول إن مئات القتلى والضحايا الذين سقطوا في مجزرة الغوطة، والآلاف الذين اجتاحتهم قبل ذلك آلة القتل التابعة للرئيس السوري بشار الأسد، وهياكل المدن والقرى والمعالم التاريخية والدينية المدمرة في كل جهة من سوريا، هم مجرد " صفر" في عيون الدول الكبرى، ماداموا لم يسقطوا بالسلاح الكيميائي.
وقال إن الشعب السوري غير موجود في معادلات " آسياد" المجتمع الدولي، الموجود بالنسبة اليهم هو السلاح الكيميائي، وفي أي اتجاه يمكن لهذا السلاح أن يتحرك.
ورأى الحريري في مقاله الذي حمل عنوان "ماذا لو" أنه لو تم استخدام الأسلحة الكيمائية ضد دول أخرى لاختلفت ردود أفعال الدول الغربية وروسيا والصين بإختلاف الدولة التي تتعرض للضرب، مسلطا الضوء على إزدواجية المعايير الدولية والغربية.
وطرح الحريري ـ في هذا الإطار ـ سؤالا واحدا كرره عدة مرات ماذا لو تم إطلاق هذا السلاح الكيمائي على إسرائيل،أو تركيا أو الأردن أو لبنان.. فهل كانت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها كل أوربا، تجرؤ على القبول بالاقتراح الروسي؟.
وقال إن هذه أسئلة تحتاج إلى أجوبة في ظل التهافت العالمي على السير بالاقتراح الروسي، وهي أجوبة لن نحصل عليها من كبار المجتمع الدولي، ولكن سأجيز لنفسي استنباط الأجوبة.
وتوقع أنه في حالة تعرض إسرائيل للهجوم بالأسلحة الكيميائية فإن كل الدول الكبرى، بما فيها روسيا والصين، ستتضامن على شن الحرب ضد النظام السوري، دون الرجوع إلى مجالس الشيوخ والبرلمانات الديمقراطية وغير الديمقراطية.
أما في حالة تعرض تركيا لهجوم بالأسلحة الكيمائية فسترفض الولايات المتحدة الأمريكية ومعها أوربا العرض الروسي وستوجه ضربة عسكرية قوية أوقاضية للنظام السوري".
وبالنسبة للأردن فستتقدم روسيا والصين بالاقتراح ذاته، فتطلب بعض الدول الأوربية العودة للبرلمانات، وتطرح الإدارة الامريكية الموضوع على الكونجرس، وتحصل الموافقة على توجيه ضربة للنظام السوري.
وتساءل إذا تم توجيه هذا السلاح إلى لبنان فماذا ستفعل دول العالم إزاء ذلك، وأجاب قائلا "ستتقدم روسيا بالاقتراح إياه، وتوافق الولايات المتحدة وأوربا على نزع السلاح الكيميائي من النظام السوري.. ويأتي الرفض من قوى الثامن من آذار (تحالف لبناني قريب لسوريا يضم حزب الله وحركتي أمل وعون وقوى أخرى)، ثم يتم تنظيم حملة جديدة ترمي كرة استخدام الكيميائي على التكفيريين.!