"فيتو" والرقم 50
في عالم تنتشر فيه الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعى انتشار النار في الهشيم يصبح للنجاح طعم مختلف، وفى زمن تحول فيه العالم إلى قرية صغيرة يصير البحث عن انفراد أو سبق صحفى مهمة مستحيلة، وقد يدفع الصحفى حياته ثمنا في سبيل الوصول إلى الحقيقة وسط مناخ سياسي مضطرب الكل فيه متهم حتى لو ثبتت براءته.
وفى "فيتو" كان الجميع على استعداد لقبول التحدى والدخول إلى عالم صناعة الأخبار متسلحين بالثقة بالله وبإمكانيات مجموعة من الزملاء قرروا من البداية الرهان على ذكاء القارئ وقدرته على الفرز بين الغث والسمين.
ومنذ اللحظة الأولى لانطلاق بوابة "فيتو" الإليكترونية كنا على دراية بحجم التحديات التي ستواجهنا في ظل منافسة محتدمة وفى سوق صحفية لا تعترف إلا بالأقوياء، واصلنا الليل بالنهار بحثا عن حق القارئ في المعرفة، واجهنا تعنتا واضحا من النظام الإخوانى الذي لاحقنا بالاتهامات ولم يتوان عن اتهامنا بالعمالة لكننا ظللنا على موقفنا المنحاز للحقيقة، والحقيقة وحدها، ولأن الكلمة لا تسجن والفكرة لا تلاحق، فشلت الجماعة في إسكات صوتنا بالترهيب تارة وبالترغيب تارة أخرى، ولم تفلح محاولات إرهاب شبابها وقيادات مكتب إرشادها في إثنائنا عن فضح ممارساتهم الإرهابية التي لا تمت للدين بأى صلة، وكانت فيتو في طليعة الصحف التي ساهمت بشكل واضح في وضع نهاية للفاشية الإخوانية وفى إنهاء حكم المرشد.
ويوم بعد يوم أثبتت فيتو جدارتها بين كبرى المواقع الإخبارية في مصر والوطن العربى.. البوابة التي انطلقت قبيل 6 أشهر اعتمادا على مجموعة واعدة من شباب الصحفيين الذين لا يملكون سوى أحلام بسيطة نجحت في دخول قائمة الـ"50" موقعا الأكثر زيارة في مصر واحتلت مكانة متميزة في التأثير في دوائر صنع القرار.
رحلة نجاح "فيتو" لم تكن مليئة بالورود ولم تكن سهلة كما يتخيل البعض وكان خلفها كتيبة من المحررين الأكفاء برز نجمهم في بلاط صاحبة الجلالة رغم أن أعمار بعضهم لم تتخط حاجز الثلاثين عاما من بينهم عمرو الديب الصحفى النشط ووليد صلاح الذي يعد واحدا من أفضل الصحفيين الميدانيين ومحمود علوان محرر التعليم النابه وهشام مناع محرر الأوقاف الفذ وأحمد رأفت مسئول ملف الزراعة صاحب القدرات الإدارية الهائلة ومعه الشرقاوى الخلوق أحمد الديب المحرر العسكري بالإضافة إلى الصعيدى الشهم سيد الأبنودى المسئول عن تغطية فعاليات محافظة الجيزة، ومحمد الصياد المحرر البرلمانى المثابر وزميله في البرلمان محمد المنسى ولا أنسى المجهودات الرائعة التي يقوم بها هانى عبد الحليم دينامو الحركات والائتلافات الثورية بالإضافة للوافد الجديد لطفى سالمان المنوفى الحالم بوطن أفضل، ومن المحررات يبرز اسم الزميلة منال حماد المحررة بقسم الحوادث التي تعد واحدة من أنشط الصحفيات في مصر ومعها الزميلة الموهوبة عبير أيمن المسئولة عن ملف النائب العام بالإضافة إلى الرائعة حنان عبد الهادى مسئول قسم التحقيقات.
وعلى مستوى القيادات منّ الله على "فيتو" بعدد وافر من الكفاءات الصحفية داخل مجلس التحرير يتقدمهم رئيس التحرير عصام كامل صاحب سياسة الأبواب المفتوحة الذي أعطاه الله قدرة غير طبيعية على الاستماع إلى الجميع وقدرة أكبر على حل أي مشكلة تواجه فريق العمل بأسلوب سهل وبسيط، أما مدير التحرير زكريا خضر فقد منحه الله ميزة عجيبة على احتواء أي زميل.. مبتسما طوال الوقت، ويمنح الجميع طاقة من التفاؤل.. لكنه وقت الجد يتحول إلى شخص آخر.
داخل صالة التحرير الوضع مختلف تماما فالزميل عامر محمود نائب رئيس التحرير لا يتوقف عن كشف أخطاء العمل ولا يتوانى عن الدخول في نقاشات حادة مع رؤساء الأقسام تنتهى عادة بانتصار عامر وحصوله على عزومة على حجرين شيشة في أقرب "كوفى شوب" يدفع هو ثمنهما في الغالب، على بعد خطوات قليلة من عامر يجلس الزميل محمود عبد الدايم نائب رئيس التحرير مايسترو الشفت الصباحى الذي يحظى بحب وثقة جميع الزملاء في مختلف الأقسام.. عبد الدايم كفاءة صحفية من نوع فريد قادر على صياغة أصعب الأفكار في عبارات بسيطة دون لت أو عجن.
حينما يسود الصمت صالة التحرير وتسمع صوتا جهوريا قادما فاعلم أن الزميل زغلول صيام نائب رئيس التحرير وصل مقر الجريدة.. صيام الذي يعد واحدا من أهم النقاد الرياضيين يقود كتيبة من المحررين الأكفاء في قسم الرياضة نجحوا في إثبات جدارتهم وحققوا العديد من الانفرادات، أما الزميلة أمانى عبده مساعد رئيس التحرير فلديها طاقة جبارة على العمل طوال الوقت ومتابعة أي خلل يطرأ على دولاب العمل وتعانى يوميا عدم التزام كتاب المقالات بإرسالها في الوقت المحدد.
داخل غرفة رؤساء الأقسام يشيع الزميل محمد عبد الفتاح رئيس قسم الحوادث حالة من البهجة بتعليقاته الساخرة على الأحداث السياسية وعلى ممارسات تيار الإسلام السياسي ولا تزال واقعة على ونيس محل تندر عبد الفتاح على العقلية التي يفكر بها قيادات ذلك التيار، أما الزميل محمد عبد الله فحالة أخرى موهوب في صناعة النجوم ولديه حب جارف للمهنة تستطيع أن تعرف موقعه من خلال أثير صوت فيروز وفريد الأطرش اللذين يحرص على الاستماع إلى أغانيهما على مدى اليوم، إلى جوار عبد الله يجلس الزميل عماد البحيرى رئيس قسم المحافظات الذي يتمتع بدماثة خلق منقطعة النظير لكنه مع ذلك لا يتوقف عن مداعبة الزميل زغلول صيام.. البحيرى لا يعيبه سوى أنه ما زال من المؤمنين بعودة الرئيس مرسي للحكم!!!