حماية التدين حماية للوطن
ليس كل ملتح إرهابيا وليس كل منتقبة متطرفة فالكثير من هؤلاء إنما أقبلوا على التدين لانتمائهم إلى مجتمع يقدّر فكرة الالتزام الدينى بعيدا عن الانتماء السياسي أو الحزبى.
وطمأنة هؤلاء المتدينين هي بداية حصار الجماعات الإرهابية والتحرك السريع في هذا الملف الذي يضيف إلينا ذخيرة بشرية مهمة في معركتنا ضد الإرهاب، يشير الواقع إلى أن الجماعات الإرهابية وفى مقدمتها الإخوان تلعب على هذا الوتر لكي تبقي عددا ضخما من المواطنين في صفها، يخوضون معها معركة ليست معركتهم، الواقع يؤكد أن عددا كبيرا من المتدينين غير المنتمين إلى جماعة الإخوان بدأت تحاصرهم مخاوف القبض العشوائى وهواجس المطاردات الأمنية.
ولأن شعب مصر متدين بطبيعته فإن الواقع يفرض علينا ألا نجافي الحقيقة وأن نعترف بأن تلك الهواجس لها نصيب من الحقيقة والحل السحري هو أن تحرص الدولة على هؤلاء وتعمل على بث الطمأنينة في نفوسهم فالمعركة ضد الإرهاب تستلزم منا أن نوجه كل وطنى غيور على بلده وعلى دينه وضم هؤلاء إلى الصف الوطنى الذي من شأنه عزل الجماعات الإرهابية والمساهمة في تقليم أظافرها.
ومما لا شك فيه أن العدد الأكبر من المتدينين هم مواطنون ملتزمون بما يأمرنا الله به من نشر السماحة والحب والإيمان بالحوار ويدركون جيدا أن جماعة الإخوان الإرهابية إنما تحاول تحقيق أهداف خبيثة لا علاقة لها بالدين ودليلنا على ذلك أن القطاع الأوفر من هؤلاء كان لهم موقف مبدئى ضد الخلط بين الدين والسعي لتحقيق أهداف لا علاقة لها بالدين من قريب أو بعيد.
والخلط بين التدين والتشدد من شأنه ضم أعداد غفيرة إلى الطرف الآخر إضافة إلى أن هذا الاتجاه من شأنه زيادة حدة الهوة بين فكرة التدين الصحيح والمجتمع الذي يعد قوامه الرئيسى من هؤلاء.
والخلط يخدم الأهداف الخبيثة للجماعات التكفيرية وينقل المتدين الطبيعى من خانة المدافع عن دينه إلى خانة المدافع بالباطل عن جماعته كما هو الحال مع أعداد ليست قليلة من المنتمين إلى جماعة الإخوان ذاتها، وإذا كنا ننظر بعين الاحترام لهؤلاء الشباب الذين رفضوا المضي قدما فيما خططت له جماعة الإخوان وكوّنوا فيما بينهم جماعة "إخوان بلا عنف" فالأولى بنا أن نحافظ على تدين المجتمع بعيدا عن التهويل أو الخلط بين التدين والتطرف.