رئيس التحرير
عصام كامل

انتحار الإخوان


حتى لو أقسم الإخوان بأغلظ الإيمان أنهم لا علاقة لهم بالإرهاب الذي عاد ليطل بوجهه الأسود الكئيب على بلادنا لن يصدقهم أحد.. سيظل الاتهام بالإرهاب يطاردهم في كل وقت.. وسيبقى الناس يتعاملون معهم وينظرون إليهم بوصفهم إرهابيين.. ولن يغفر لهم عموم الناس ما ارتكبوه من أخطاء.. خطايا وجرائم على مدى عام وشهرين.. سواء وهم في السلطة أو هم خارجها الآن.

الإخوان هم المسئولون عما لحق بهم أو عن تلك الشكوك العميقة التي زرعوها في نفوس عموم الناس تجاههم.. فهم الذين هددوا المواطنين بحرق البلد وتفجيرها إذا ما عزل رئيسهم.. وهم أيضًا الذين نفذوا هذه التهديدات التي وجهوها للناس، حينما انطلقوا يقطعون الطرق ويطلقون الرصاص على المواطنين ويحرقون الكنائس والمنشآت وينهبون المملتكات قبل حرقها.. وهم كذلك الذين تواطأوا في البداية مع الجماعات الإرهابية في سيناء وفى الصعيد..

وهكذا أقدم الإخوان بإصرارهم على المضى في الطريق الذي سلكوه بعد ٣٠ يونيو على الانتحار حتى ولو تصوروا أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

فهم في هذه الحال لن يحصلوا على الدعم الذي ينشدونه من الخارج في ظل عمليات الإرهاب ومحاولات الاغتيال، سوف يخجل كثيرون في الخارج، حكام وإعلام، من مساندة الإخوان والدفاع عنهم، وستقل دعوات العرب من أجل تحرير قادتهم والإفراج عنهم والعفو عن رئيسهم والسماح لهم بالتواجد والمشاركة السياسية مجددًا.

وهم في هذه الحال أيضا سوف يدفعون العديد من شبابهم وربما أعضاء كبار السن في جماعتهم لإعادة حساباتهم، والابتعاد بهدوء عن هذه الجماعة، وتجميد نشاطاتهم في الفعاليات التي يدعون إليها، وذلك خشية أن يتم وصمهم بصفة الإرهابيين.

هم في هذه الحال كذلك سوف يحبطون أصحاب الأصوات التي ارتفعت خلال الفترة الماضية تدافع عنهم وعن حقهم في الوجود السياسي، وتطالب بضرورة بدء مصالحات معهم لإدماجهم في العملية السياسية وتلح من أجل الإفراج عن قادتهم الذين دخلوا السجون.. فلن يجد دعاة المصالحة ما يدافعون به، في ظل استمرار الإرهاب في البلاد على هذا النحو، عن دعواتهم التصالحية.

هكذا.. سوف تكون خسارة الإخوان فادحة من كل الوجوه.. خسارة داخل جماعتهم، وخسارة داخل المجتمع..وخسارة خارج البلاد.. فهم سوف يتعاملون مع مرور الوقت مثلما يتعامل العالم كله مع تنظيم القاعدة الإرهابى وكل التنظيمات الإرهابية الأخرى. سوف يطاردهم الناس في كل مكان وكل وقت وسوف يلاحقونهم باللعنات دومًا.. وهذا هو الانتحار السياسي بعينه.
abdelkadershohaib@gmail.com
الجريدة الرسمية