حدوتة "عدم" ترشيح السيسي للرئاسة!!
أصبح بعضنا كمشركي مكة.. يصنعون تماثيل العجوة ليعبدوها.. وعند أول إحساس بالجوع يأكلونها ويلتهمونها على الفور.. والآن.. نجد بكل جرأة من يقول إن على الفريق عبد الفتاح السيسي عدم الترشح للرئاسة.. كي لا يقول الناس إن القوات المسلحة تحركت لأهداف خاصة!!!! هؤلاء مدهشون جدا.. فكأن القوات المسلحة تحركت لمصالح خاصة!!! وكأنها تحركت من تلقاء نفسها؟؟ وكأن لا شعب خرج ولا ملايين الغاضبين الرافضين لحكم مرسي ضجوا بالشكوى وبالقرف فخرجوا مرارا طوال عام كامل من حكمه المشئوم حتى احتشدوا ذات يوم احتشادا اسطوريا واستجاب لهم جيشهم!! ولا كأن حركة شجاعة منظمة اسمها " تمرد " حصلت على ما يزيد على العشرين مليون توقيع لعزل من عزلناه!!!! فورا ينسى هؤلاء أو يتناسون أن القوات المسلحة لم تتحرك أصلا من تلقاء نفسها.. بل لم تتحرك من الأصل.. إنما فقط استجابت وأخذت الأوامر من شعبها.. وما نقوله الآن هو عينة ما يقوله هؤلاء أنفسهم ولكن في الاتجاه الآخر..أي ردا على الإخوان أو الغرب.. ولكن..لاندفاعهم عاطفيا.. أو لتوجيههم تنظيميا..أو لرغبتهم رومانسيا.. ينسون أو يتناسون!!!!!
ولهؤلاء نقول: لم يقل السيسي إنه سيترشح.. وربما لن يترشح فعلا.. وليس للرجل في حدود علمنا شلة ولا حزب ولا جماعة تفكر وتخطط له.. والرهان عليه بهذه المعطيات قد يكون رهانا خاسرا.. هذا بحسابات المكاسب والمغانم.. لكنها كلمة لوجه الله والوطن ليس أكثر ولا أقل إن كنا نختار لوجه الله والوطن.. نختصرها ونقول: مصر وفي ظل ما يجري فيها وحولها تحتاج لمن يعبر بها الأربع سنوات القادمة إلى بر الأمان.. وإلى الأمان نفسه.. لا تحتاج الآن صراعا نظريا ولا تطاحنا أيديولوجيا.. تحتاج لمن يحصل على شبه إجماع وليس ربع أصوات أو نصف أصوات.. تحتاج لمن نثق في تفويضه من جديد ويعلم العالم أن من اخترناه معه من الشعب التفويض اللازم ليقف في وجه كل من يتربص بهذا الشعب العظيم.. نحتاج لمن يثق في الجيش ويثق فيه الجيش..لا يعنينا شكله أو اسمه أو رسمه..لا يعنينا من الأمر كله.. إلا مصلحة هذا الشعب وهذا الوطن..أن وجدتموه في السيسي أو غيره.. فارفعوه لحكم البلاد بلا أدني تردد.. فالشعب القادر على أن يأت بحاكمه قادر على خلعه وقد قدر قبل ذلك مرتين!!
....و للحديث بقية!